انفجرت الدموع من عينيها وقالت :
-تعرف أنا ضربت ماما وشكلها ماتت …ماما اكيد سابتني ومشيت وانا دلوقتي لوحدي مليش اي حد …مليش حد …وده كل بسببك … بسببك…
ثم أخذت تضرب على الأرض وتصرخ :
-أنت السبب في ده كله …انت السبب …انت اللي خلتني إنسانة مش متزنة نفسيا …أمي كانت كل شوية بتقول اني شبهك …بتقول اني مجنونة زيك …وانا تعبت …أنا ذنبي ايه اتحمل ده كله …قولي ذنبي ايه ؟!!
انفجرت الدموع من عينيها غزيرا وهي تشعر بألم كبير في قلبها وقالت:
-ليه عملت كده فيا …ليه دمرت حياتي يا بابا …ليه ؟!..أنا كان نفسي اعيش كويس …كان نفسي ياسين يكون معايا …بس انت كنت واقف في طريقي ..كنت بأذي بنتي بنفس الطريقة اللي أنت كنت بتأذيني بيها …كنت بحرقها …
ضحكت ودموعها تنهمر أكثر واكملت :
-أيوة …أيوة كنت بحرقها بالنار يا بابا …فاكر انت برضه كنت بتعمل فيا كده …كنت بتحرقني بالنار …فاكر على أقل غلطة كنت
بعملها كنت بتحرقني بالنار….وكنت بتضربني وبتحبسني …فاكر لما حبستني في الاوضة الضلمة …انت كنت عارف اني بخاف من الفيران بس دخلت فيها فأر …كنت بتسمعني بصرخ ومحاولتش تساعدني …سيبتني كده ……قلبك طاوعك انك تسيبني تصرخ …أنا بكرهك …وبكره امي وبكره ياسين …سمعتني يا بابا …بكرهك …بكرهك …وبتمنى انك تكون بتتعذب دلوقتي انت وماما …أنا برضه قتلتها …هي حصلتك …بتمنى انتوا الاتنين تتحرقوا في نار جهنم .!!
ابتلعت ريقها وهي تخرج السكين التي معها وقالت :
-خلاص دي النهاية المناسبة لعيلة توكسيك زينا …انت موت وماما ماتت وفاضل أنا أموت …نهاية سعيدة …هنجتمع سوا أخيرا …صح.؟!
ثم دون أي تردد مررت السكين على رسغها حتى انفجرت الدماء منه ملطخة القبر …استلقت بجوار القبر وهو تنزف بقوة …تشعر أن قواها تغور ..ابتسمت بوهن وقالت :
-تعرف رغم انك اذيتني كتير الا اني حبيتك يا بابا …أنا حبيتك حتى اكتر من أمي …وانهارت يوم وفاتك ..احيانا بسأل نفسي ليه زعلت عليك وليه بحبك رغم كل اللي عملته فيا بس صدقني مش لاقية أي إجابة !!
أغمضت عينيها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة !!!
………