ليلى تنظر إليها بتلك الطريقة …ستظل تحتقرها دوما …
تنهدت بحسرة وهي تسرع خطواتها قليلاً كس تلحق بسيارة النقل العام من الشارع الرئيسى …ولكن فجأة توقفت وهي ترى يحيى يقترب منها …تسارعت دقات قلبها وشعرت بالإختناق ..ماذا يريد منها بعد …هل يريدها أن تموت؟!!،الا يكفي إهانات والدته.لها ليأتي هو أيضا …ام يريد أن تراه والدته معها فتكمل وصلة اهاناتها التي لا تنتهي …تضخم صدرها ولمعت عينيها
البنية بغضب وهي تنظر إليه ..كم ودت ام تقتله الآن فهي بسببه أُريقت كرامتها وان كان ساعدها وهي ممتنة له ولكنها ابدا لن تسمح أن يهينها اي احد …هي أيضا إنسانة ولها كرامة وشعور !!!
كان يحيى ينظر إلى وجه رانيا المشتعل غضبا وهو متوتر …لا يعرف ماذا يقول بالضبط …يحاول ترتيب الكلمات داخله لكي يقولها
ويرتاح …يريدها أن تعرف الحقيقة …أن تعرف انه يحبها!!! لا يريد أن يخفي مشاعره بعد الآن …لا يريد أن يكون جبان ..هو يريد الحصول على حبه …يريد الحقول على المرأة التي يريد كي لا يندم لاحقا …صحيح أن والدتها غاضبة بشدة وخاصة بعد كلمات والده لها …والده الذي سمح له بحرية الاختيار ولم يجبره على شئ وما أن أخبر ليلى على قراره حتى صارت واقسمت أن رانيا لن تكون لها كنة وان أن فعل يحيى هذا وتزوجها سوف تترك البيت وتذهب …حسنا يحيى يعرف والدته هي فقط تهدد وهو
يعرف كيف يمتص غضبها ولكن اولا عليه أن يعرض الأمر على رانيا …من حقها أن تعرف أنه أصبح.يبادلها بالحب اخيرا …لقد عرف اخيرا قسوة الحب …أن تراقب أحد ويظل في قلبك وليس هناك أي أمل لجمعكما ..تذوق مرارة العشق ..ولكن هناك جانب آخر من العشق تذوقه …تذوق حلاوة العشق …أن تتسارع دقات قلبه ويبتسم بهيام عندما يتذكر أحدهما …أن يتخيل أن يوما ما سيحمعهما منزل وان وقتها يمكنه التعبير عن حبه كما يريد …تلك الخيالات جعلت السعادة تسكن قلبه…هو اليوم
سوف يعترف لها …لن يتركها تذهب حتى تعرف مشاعره نحوها …
انتبه عندما كادت أن تتجاوزه الا أنه وقف بوجهها…رفعت عينيه ونظرت إليه ببرود وقالت:
-ممكن تبعد ؟!لو سمحت يعني ؟!
-عايزة اتكلم معاكي.
قالها وعينيه الزرقاء تركزان عليها …شعرت رانيا أنها محاصرة من قبل عينيه وأنها عاجزة حتى عم الرد ليس الرفض …اخيرا
لملمت شتات نفسها ورفعت رأسها وقالت بقوة :
-لا أنا مش عايزة اتكلم معاك ..وعن إذنك خليني اعدي ومش كل شوية تيجي هنا…الناس ممكن تقول علينا ايه ؟!
-ميهمنيش كلام الناس ..
قالها بهدوء لترد بإنفعال:
-بس أنا يهمني …مش عايزة حد يطلع ويقول اللي أنا بحاول اغوي الدكتور المحترم الغني عشان اخد فلوسه ..
عقد يحيى حاجبيه وقال:
-هي امي جاتلك تاني وقالتلك كده ؟!
نظرت إليه مطولا ثم أخيرا تكلمت بهدوء وقالت:
-ميهمش جات ولا لا …بس ده اللي هيتقال يا دكتور ..مقابلاتك الكتير دي ليا ميصحش …شوف أنا مقدرة انك ساعدتني كتير ومهما عملت هيكون قليل قصاد اللي عملته ..كفاية انك كنت سبب انك تنقذ حياة أمي …بعد ربنا امي عايشة بفضلك انت …