وابتسم وقال:
-أنتِ اللي غيرتي حياتي يا ورد …أنتِ وبس ….أنا عمري ما كنت اتخيل اني اتعلق بحد للدرجادي …معرفتش يعني ايه يكون حد معين عامل زي الوطن وغيابه عننا بيكون معناه ضياع …أنا كنت ضايع وأنتِ بعيدة …صحيح كنت بكابر…وكنت بقول لنفسي اني مش مهتم بس بجد كنت ضايع…كنت ضايع اووي وانا شايفك بعيدة ومش عايزة تقربي مني …حسيت اني منبوذ من وطني ….أماني…بس بعد ما رجعتي حسيت أن رجعت لبلدي تاني …حاسس دلوقتي بالآمان …حاسس اني في بيتي …
ابتسمت له بحب ليقترب منها ويقبل جبهتها بلطف ويقول:
-عملتي ايه فيا يا ورد ؟!بقيت مش عارف اعيش من غيرك …
ابتسمت بخجل ثم ابتعدت قليلا وقالت وهي تشاكسه؛
-معقول الرومانسية دي طالعة من ياسين ….أنا مش قادرة اصدق …
نظر إليها ياسين بضيق وقال:
-تصدقي يا بنت أنتِ واحدة نكارة الجميل…بقا أنا مش رومانسي …مين يا بت اللي كان بيقولك شعر …ده انا كنت بقعد ساعتين في قصيدة عشان اقولها لك
-وسبحان الله عمر ما في قصيدة معاك ضبطت للآخر …كنت علطول بتقولهم غلط !!
-فعلا خيرا تعمل شرا تلقى .
قالها ياسين بتذمر ثم أكمل :
-يعني بعد كل اللي عملته والتعب اللي تعبته ده مفيش تقدير خالص للي بعمله ؟!!!
ضحكت ورد على شكله الطفولي ليكمل هو :
-مسيرك يا جميل تندم لما تلاقي حد تاني بيقدرني .
حاوطت بذراعيها عنقه وقالت بثقة :
-مستحيل تحب غيري…قلبك ليا انا وبس …زي ما أنا ليك وبس يا ياسين …
ثم عانقته وقالت :
-بحبك ..
تنهد وهو يقبل رأسها ويقول بصوت أجش
-أحبك في كل يوم ثلاثين عاماً..
وأشعر أني أسابق عمري..
وأشعر أن الزمان قليل عليك..
وأن الدقائق تجري..
وأني وراء الدقائق أجري..
وأشعر أني أؤسس شيئاً..
وأزرع في رحم الأرض شيئاً..
وأشعر حين أحبك أني أغير عصري
(نزار قباني )
تنهدت وقالت :
-حفظتها لوحدك …
-قعدت يومين احفظها بس ياريت نعجب الهانم …
ضحكت وهي تقبل ذقنه وتقول:
-بصراحة عجبتني …
ثم ضحكا سويا ولكن فجأة توقف هو عن الضحك وأمسك كفها وقبله وقال:
-ممكن متبعديش عني تاني..لأن الحياة من غيرك متتعاشش …ممكن …