-حاسة ان صدري بيضيق …حاسة اني مخنوقة يا ياسين خلاص ابعده عني ابوس إيديك …ابعده عني
ولكن ياسين جلس بحوارها وشدها إليه وهو يقول بهدوء:
-ششش اهدي …اهدي ..استحملي
كان ياسين يغمض عينيه ومن داخله يعترف ان له يد في الأمر …هو لم يكن يوماً قريبا من ربه …كان كل ما يفعله هو صوم شهر رمضان وصلاة الجمعة …وكم هو نادم على هذا …نادم لانه ابتعد عن طريق الله لتلك الدرجة …ولكن ها هي أتته الفرصة ليصلح حياته …لم يتخيل ابدا انه عندما يصلي فروضه في اوقاتها ….ويخصص له وِرد يوميا انه سوف يحصل على كل تلك الراحة
…عندما ينتهي من فروضه ويضغ رأسه على الوسادة ينام بعمق وكل الأفكار التي في عقله تختفي تماما لا يفكر بأي شئ…ويشعر ان مشكلة ورد قريبا سوف تحل …فمنذ ان بدأ يمشي على العلاج الذي قاله الشيخ أمجد وهي تتحسن حتى انها بدأت تتقبله …اليوم جعلته يقترب منها ويعانقها حتى انها لم تمانع عندما اخبرها انه سوف ينام بجوارها على الفراش وهذا كان مذهل للغاية …لقد شعر بالراحة وهي تتقبله مجددا ….فهي لا تدرك أثر رفضها له مرارا وتكرارا ..لقد شعر بالجر ح …ولكن الاهم من هذا شعر انه منبوذ …انه بلا ملجأ ..وعندما بدأت تتقلبه احس انه عاد الى وطنه بعد ان طُرد منه بدون رحمة وبعد ان
ذاق مر ارة الغربة !!!
أنتهت الرقية الشرعية وبدأ ياسين يقرأ دعاء التحصين .
-حَصنتك برب العزة والجبروت ..حصنتك بالحي الذي….. لا يموت حصنتك بالواحد الأحد …حصنتك بالفرد الصمد ..حصنتك بالذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )….
كانت الدموع تنهمر من عيني ورد …كانت تفعل كل شئ بصعوبة …تشعر أن الأمر ثقيل على قلبها ولكن نفورها من ياسين بدأ يتراجع …وبدأت تتأكد انها مسحورة بالفعل …فكرت كثيراً من من الممكن ان يؤذيها وحقا لم تجد الا هي …هي الوحيدة التي
تريد أن تؤذيها وتدمرها …تلك التي تدعى جوري …لا تصدق غباءها عندما تعاطفت معها وعندما تكلمت مع ياسين في هذا الموضوع تهرب منها بمهارة …..
-يالا يا غالية عشان تنامي بس قبل النوم هنقرأ آية الكرسي والمعوذتين …
وبالفعل بدأ الاثنين في ترديد آية الكرسي
-بسم الله الرحمن الرحيم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض