كانا يمتزجان معاً داخله….
-خير عايزة ايه ؟!
كلماته كانت جافة بطريقة اجفلتها …تصاعدت الدموع لعينيها وهي تنظر إليه بإشتياق …لقد أخبرت نفسها انها ستتركه وشأنه وتلتفت لحياتها …حتى أنها رفضت الرد على اتصالات عبير وشريف… ولكنها فشلت في أن تقاوم الحضور إليه وأخباره الحقيقة لعله يتفهم …لعله يغفر …ولكن يبدو من نبرته الجافة أن تلك كانت فكرة سيئة للغاية …
ابتلعت ريقها وهي تحاول أن تجمع الكلمات ولكنها كانت تشعر أن الكلمات تتبعثر من فمها …كانت تهابه الآن …تخاف أن تقول
شئ خاطئ فينفجر بوجهها …سمعت قلبها يدوي داخل صدرها وهي تنظر إليه بعجز ترغب في الكلام فلا تستطيع …تمنت أن ترى عينيه الآن لتعرف هل أثرت به ام لا ولكن للأسف كانت عيناه متوارية خلف نظاراته القاتمة …..كان يصعب عليها التواصل معه وهو متباعد بتلك الطريقة …
-ها كنتِ حابة تقولي ايه ؟!اكيد مش جاية عشان تتأملي جمال!!!
نبرته كانت ساخرة واستطاعت سماع المرارة بصوته …أطرقت وهي تقول بخفوت آخيراً بينما تشعر بقلبها يعتصر من الأ لم :
-كنت جاية اتكلم معاك ؟!ممكن تديني دقيقة من وقتك ؟!
ما زال محافظ على جموده رغم الضجيج الذي داخله بسببها إلا أنه رفض تماما أن يجعلها تعرف انها تؤثر عليه بتلك القوة. .
-ليه؟!حابة تتكلمي معايا ليه يا آنسة جواهر ؟!ايه في كدبة جديدة من كدباتك اللي مبتخلصش نسيتي ما تقوليها وجاية تقوليها دلوقتي ..ايه عايزة تخدعيني تاني !!….شريف باعتك المرة دي ولا قررتي تمشي من دماغك …عندي فضول شديد
أعرف يا آنسة جواهر …
كانت الدموع تطرف من عينيها وهو يكلمها بتلك الحدة …أرادت منه أن يتوقف الآن فالألم كان يعصف بها …أنها تشعر بالذنب بسببه …لم ترغب أن تجرحه بتلك الطريقة…ولكنها أحبته ولا يمكنها أن تنسحب من حياته بتلك البساطة دون أن تحارب قليلا ليسمعها …يجب أن يسمعها …يعرف لماذا فعلت هذا؟!
-مش جاية اخدعك؟!أنا لو كنت حابة اخدعك يا عدي مكنتش بنفسي قولتلك الحقيقة اللي انت بنفسك مخلتنيش اكمل باقي الحقيقة …مدتنيش فرصة اقولك ليه انا عملت كده واستنتجت فورا اني عشيـ قة شريف …أنا عايزاك تسمعني يا عدي
..صدقني أنا عملت كده عشان …
ولكنه قاطعها ببرود وقال:
-مش مهتم اسمع حاجة …ولا عايز اسمع أي تبرير منك …كان عندك بدل الفرصة عشرة عشان تقوليلي الحقيقة بس أنتِ اختارتي تبقي كد ابة …اختارتي الخداع فمتستنيش مني اني اثق فيكي واسمعك تاني …ولا أرجعك لحياتي …أنتِ زي كارمن طردك برا حياتي ومستحيل أرجعك …اتفضلي امشي من هنا بدل ما أهينك …مش حابب اعمل كده …امشي لو سمحتي. ..
-عدي عدي بس اسمعني ..
قالتها بنبرة مختنقة ودموعها تنسكب من عينيها دون توقف ليصرخ بها :
-قولتلك امشي من هنا …امشي يالا …مش عايز اشوف وشك تاني …مش طايقك…يالا روحي .
تراجعت بصدمة وهي تشهق …تشعر بأ لم كبير في قلبها …كانت أن تأتي لهنا فكرة سيئة للغاية…فعدي لن يصدقها …لن يعطيها فرصة أبداً…هي بالنسبة له مثل كارمن .. لا تختلف عنها بشئ …نفس الخداع عبر نفس الرجل…ليتها لم تفعل هذا …ليتها لم تحطم قلبه …