-بصي في عينيا وقولي انك مش بتحبيني وانا هصدقك وهبطل احاول وهشوف حياتي مع غيرك قولتي أيه ؟!
-ايه الهبل ده ؟!
قالتها بإرتباك بينما اكمل جسدها يرتعش من التوتر …ابتسم وقال:
-طيب ما نجرب الهبل ده يمكن يخلصك مني …يالا بصي في عيوني وقولي انك مش بتحبيني …يالا …
نظرت إلي عينيه مطولا وأرادت أن تتكلم…تنكر ما يقوله ولكنها فشلت تماما فأخفضت عينيها …ابتسم فؤاد بإنتصار ولم يرغب أن يحرجها أكثر من هذا وكما أن النادل احضر الطلب الخاص بهما …شرعا يتناولان طعامهما.بهدوء شديد …كانت نسرين تختلس النظرات إلى فؤاد فتجده بنظر إليها فيتورد وجهها بقوة …
……..
انتهيا من طعامهما ولم يحاول فؤاد التحدث معها بل قادها بهدوء الى سيارته ولكن كانت على شفتيه ابتسامة رائعة … ابتسامة شخص انتصر في معركة كبيرة خاضها …فتح لها الباب بلباقة لتدخل هي وتضع حزام الآمان وهي تنظر أمامها بينما قلبها يرتجف بقوة داخل صدرها …ركب فؤاد بجوارها ثم أنطلق بسيارته ..
تسللت كفه إليها وأمسك كفها ثم ضغط عليه …نظرت إليه نسرين لتجده ينظر امامه ويركز على القيادة بينما على وجهه
ابتسامة رائعة فلم تعقب بشئ …ولم تعترض وهو يحتجز كفها في كفه فالأمر بدا وكأن هذا مكانها الطبيعي!!..تنهدت ونظرت الى الطريق مرة آخرى والصراع يحتدم داخلها….وسؤال أوحد يبرز أين ذهب حبها ليوسف؟!هذا العشق الكبير أين اختفى ؟! وبدا هذا السؤال بدون جواب ..مهما بحثت داخل عقلها عن جواب له لا تجد ….
أوقف السيارة أمام المنزل وخرج منها ثم فتح الباب لنسرين …خرجت وهي تضع شعرها خلف اذنها بينما تُعطيه ابتسامة
لطيفة …وقف أمامها وقال:
-اجهزي النهاردة هاجي اخدك تخرجي معايا …
عقدت حاجبيها بحيرة ليكمل :
-النهاردة فرح واحد صاحبي عايز اخدك معايا …هتنبسطي أكيد ..
-ماشي…
هكذا بكل بساطة وافقت …وكأن كل اعتراضاتها عليه …كل حذرها منه ذهب ادراج الرياح …
سحب كفها وقبله برقة قائلاً:
-هستناكي..
سحبت كفها بسرعة ثم ذهبت من امامه بسرعة وهي تخفي ابتسامتها الخجولة…أشرق وجهه بينما تبتعد عنه …انه يقترب منها …يخترق حدودها …وهذا يجعله بغاية السعادة …
تنهد وهو يتجه الى سيارته بينما يصفر بسعادة غير منتبهاً لذلك الذي ينظر إليه بحـ قد شديد !!!
…
كان يوسف يشد على المقود بقوة …عينيه تشتعل بالنيران وهو يراهما سويا …انها تنساه وتميل للآخر وهذا يقتله …هو يحتاج إليها اكثر من أي وقت آخر …لن يستطع مواجهة رقية بمفرده….هو يحتاجها لتكون بجانبه …يحتاجها بقوة …رقية عادت وهي تنوي استعادته …وهو يخاف ان يضعف …يخاف ان يعود إليها ويتألم مجدداً …فالجرح على يد رقية قا تل !!!
أغمض يوسف عينيه بتعب بينما الدموع تنساب على وجنته …حياته تبعثرت مجدداً..
-منك لله يا رقية ليه رجعتي حياتي تاني ليه!!!!
ثم أدار سيارته وأنطلق بها …
…..