كان حسان يجلس في سيارته الفارهة وهو يبتسم بإنتصار …لقد وقعت أخيراً بين يديه …نسى أنها ابنة شقيقه …نسى أن الدم يربط بينهما …كل ما تذكره أنها من تلك العائلة التي دمرت حياته …شقيقه الغبي خضع وتزوج من العيلة التي تسببت بقتل والدهما ولكنه ابداً لن يخضع …لن يرتاح حتى يقتلها ويأخذ بثأره منها ….كان الانتقام كلعنة بحياته…تمكن منه حتى سمم قلبه …قضى على كل المشاعر داخله الا الكره …ظل الكره يكبر داخله حتى أضحى خطر على نفسه …
انتفض قليلا وهو يسمع رنين الهاتف بحقيبتها…امسك الحقيبة وأخرج الهاتف ليجده المتصل هو الحارس الشخصي الخاص بها ..ذلك المدعو موسى .. ابتسم بسخرية ثم أقفل الاتصال واغلق الهاتف وألقاه بجواره …لن يمنعه اليوم أحد من تحقيق أنتقامه !!!
…..
ابعد موسى الهاتف والرعب يتزايد داخله …ثم حاول الاتصال مرة آخرى ولكن معرفته بأن الهاتف قد أُغلق بث في قلبه رعب لم يشعر به من قبل …الرعب المميت …
-عدي …عدي …
اخذ يردد الكلمة وهو يتصل به ..ربما هو من سينقذها …سينقذها كما أنقذها دوما …وعرف موسى وقتها أنه بدون قيمة ….ليس له أي فائدة !!!
كان جالس على مكتبه يدعك عينيه بتعب. ..اليوم قرر إنهاء كل شئ …هذا يكفي …يكفي هو لن يتحمل أكثر من هذا …لن
يريق كرامته أكثر من هذا …من الواضح أنها لا تحبه أبداً …أنها لا تحاول أن تبذل مجهود لإنجاح زواجهما وهو تعب من أن يحاول بمفرده ….أغمض عينيه بإرهاق وهو يتذكر الأمر الاخر …يتمنى الا يكون ما يفكر به قد حدث ..هو ليس لديه شك بها ولكن ليطمئن قلبه… زفر بحنق …أنه متألم ..غاضب …لقد أرادها ان تحبه كما هو يحبها فبعد تحطم قلبه على يد كارمن قرر أن لا يعشق مجددا ثم أتت هي وغيرت فكرته …جعلته يعشقها …لم تغويه أو تتقرب منه بالعكس هو وضعت حدود بينهما …حدود
هو تاق لكـ سرها ولكنها لم تسمح له …لم تسمح له أن يفعل ذلك …تمنعت عنه …عذبته ..وقهرته ..
نهض بضيق وهو يهز رأسه ويقول :
-خلاص يا عدي هي مبتحبكش والحب مش عافية …أنا مش هحاول معاها تاني …أنا هنساها زي ما نسيت كارمن …مش ست هي اللي تكسرني …حتى لو كان روحي فيها مش هحاول معاها مرة تانية …بس اتأكد من اللي في راسي وهسيبها !!!
انتفض بشكل مبالغ به عندما رن هاتفه …امسكه وعقد حاجبيها وهو يرى أن المتصل موسى …
-ايوة يا موسى خير ؟!
بهت عدي وهو يستمع الى صوت موسى المرتعش . لحظات وسقط من يده الهاتف وهو يشعر أن العالم يميد به …شقيقته …من حارب كثيرا ليتمكن من حمايتها وقعت بيده …نعم لا أحد غيره سوف يختطف ليان…لا أحد …
تصاعدت الدموع الساخنة لعينيه وهو يتذكر حديثه مع والده قبل وفاته..
……
قبل أن يتوفى والده بأسبوع …
…..
طلب والد عدي أن يتكلم مع عدي بغرفته ..
-بابا طلبتني …
قالها عدي وهو يقترب من والده الذي متسطح على الفراش ..رفع كفه وقبله وأكمل :
-اخبارك النهاردة ايه ؟!
-الحمدلله يا بني اقعد يا عدي عايزك في موضوع …
جلس عدي بجوار والده …امسك كف عدي وقال: