هنا …
كان شريف يقف أمامها…رأسه مرفوعة ونظراته القاتمة تتركز على ابنته …وبقدر غضبه عليها كان يشتاق إليها …حزين من الوضع الذي توصلوا إليه …هو لم يقصد ابدا ان يؤ ذيها …هو أراد فقط أن ينقذ نفسه من خطـ ر السجن …كان خائف وظن أن ابنته شوف تضحي لتنقذه ولكنها تخلت عنه وهذا حطـ مه فلو تزوجت عبير من عدي كانت ستكون سعيدة …رغم أنه يكر ه أن يعترف بهذا الا ان عدي ليس شخص حقـ ير حتى لو حاول التصرف بلؤم ولكنه يعرف أن داخله شخص طيب القلب ..وربما هذا
هو السبب الذي يجعله متأكدا أن جواهر ستستطيع خد اعه …فقط لتحضر الشيكات وهو لن يقف في طريق عدي رشيد مرة آخرى أبداً!!…
-خير يا شريف بيه ؟!
صوت عبير الحاد أخرجه من شروده …كانت النير ان تحتشد بعينيه …فترت شفتيه عن ابتسامة ساخرة وتشدق قائلاً:
-شريف بيه ؟!غريبة افتكرت اني ابوكي يا بيري …كـ.سرتي قلبي …
كانت نظراتها تشع بالكر ه …من الخطأ أن تكر ه والدها ولكن هي فعلت هذا …هي كر هته في تلك اللحظة ..كر هته كثيراً!!
هزت رأسها وقالت:
-عمرك ما كنت ابويا …عمرك ما كنت…
سعلت تحية بإحراج وقالت:
-اتفضلوا اتكلموا في الصالون جوه وانا هعملكم حاجة تشربوها …
ثم انسحبت للمطبخ بينما قالت عبير من بين أسنانها ..
-اتفضل ادخل ..
مشى بالصالة وهو يضع كفيه في يديه …كان ينظر إلى البيت البسيطة بإ حتقار مط شفتيه وقال :
-بقا تسيبي العز اللي في حياتك كله وتيجي تعيشي في المكان ده يا بيري …صحوبيتك مع جواهر خلاكي لسعتي…
عضت شفتيها بغيظ بينما يجلس على الأريكة براحة وهو يضع ساق على ساق ..عبس قليلا وقال :
-الكرسي ده مش مريح …ازاي الناس دي عايشة بالشكل ده …دي عيشة دي ..ده أنتِ دافنة نفسك بالحيا هنا ..جواهر قدرت تضحك عليكي ..هربتك واتجوزت هي عدي وعاشت في العز اللي كانت عايزاه من البداية بس أنتِ مبتفهميش…
نظرت إليه عبير بإ حتقار …كانت لا تصدق الى أي مستوى متدني قد يصل …لقد تجاوز حدوده بالفعل!
-يااه يعني ده كله كان من تخطيط جواهر ؟!مش مثلا حضرتك اللي هد دتها بشيكات علاج والدتها …أنا مش قادرة اصدق المستوى اللي وصلتله…دائماً كنت بسأل ماما هي ليه سابتك وهي مكانتش بترد عليا …بس تخيل ليها حق تسيبك انت انسان مش طبيعي …
سيطر على غضبه بمهارة وابتسم ونظر إليها وقال:
-للاسف بعادك عني لفترة طويلة خلاكي بنت مش متربية…دي مش طريقة تكلميني بيها أنا أبوكي …
-فعلا ابويا اه …ابويا اللي كان عايز يبيعني و …
نهض وصرخ بها :
-افهمي يا غبية افهمي أنا كنت عايز انقذك وانقذ نفسي ..كنت هجوزك ملياردير …واحد تعيشي حياتك كلها مبسوطة معاه …كنتِ هتستفادي وانا هستفاد …لكن أنتِ …أنتِ قررتي تكوني غبية …سمعتي كلام واحدة اغبى منك وهربتي وهي دلوقتي اللي عايشة في العز وأنتِ لا …أنتِ عايشة هنا في الزريبة دي …أنا دايما كنت عايز مصلحتك بس أنت مبتفهميش ..
ضغطت على أسنانها بغضب …كرا هيتها له زادت الآن …فقال بغضب: