كانت والدتها تنظر إليها بصدمة …لا تصدق ان تلك هي ابنتها …تبدو غريبة للغاية …ماذا حدث لها فجأة بعد ان كانت تطير من السعادة مع ياسين …
-طيب يا بنتي اهدي متتعصبيش عشان أبنك اللي في بطنك …لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اتحسدتوا يا بنتي …ده ياسين مفيش منه أبداً وباين عليه بيحبك ..اقعدي عندي شوية وهدي اعصابك …ابعدي شوية يمكن لما تبعدي عنه تعرفي أنك
بتحبيه وتنسي حكاية الطلاق دي .
-مظنش يا ماما …خلاص أنا مش طايقاه !
قالتها وهي تنهض متجهة الى غرفتها لترتاح قليلا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اخيراً انتهت من عملها وسلمت العمل للفتاة الآخرى ثم خرجت وهي تمسك حقيبتها بينما ابتسامة تزين شفتيها …هي مرتاحة جداً بهذا العمل …تشعر انها تحقق شئ بحياتها …تشعر ان لديها قيمة الآن …تتعلم سريعا مع الطبيب جورج ..وهو حقاً يساعدها بكل ما في مقدرته …وفقط لتمضي تلك الشهور سوف تلتحق بمدرسة التمريض ومن يعرف قد تدخل الجامعة….ولكنها بدأت تفكر ان تبحث عن عمل آخر يعينها صحيح الراتب اللي تتقاضاه جيد جداً ولكنها تريد أن توفر بعض المال
للحاجة…انها تشكر الله ان الطبيب جورج اعطاها الراتب مقدماً بسبب احوالها المالية السيـ ئة مما جعلها تعدل من وضعها المالي قليلا …..قررت ان تتمشى اليوم للمنزل نظراً لمزاجها الرائع …مشت رانيا وهي تبتسم …
من بعيد كان يراقبها بسيارته …ابتسامة رائعة ترتسم على شفتيه وهو يراها بتلك السعادة …نعم هي تستحق تلك السعادة لانها مجتهدة …لا تستلم ابداً حتى ان جورج يمدحها دوما …
خرج يحيى من سيارته وسار خلفها دون ان تشعر …هو لا يعرف لماذا يفعل هذا وحقاً هو لا يهتم بتفسير تصرفاته الآن لن يفكر كثيراً …هو سيفعل هذا وحسب …وغير مهم الضيق الذي سيشعر به لاحقاً ….
وقفت رانيا أخيراً امام متجر لبيع الملابس …اتسعت عينيها بإعجاب وهي تطالع ذلك الفستان المعروض على واجهة العرض ….كان فستان أبيض مزين بورود صغيرة للغاية…بسيط ولكنه جميل وأنيق كما أنه محتشم …فتحت حقيبتها وهي تجد مبلغ من
المال …عضت شفتيها بتوتر …كانت ترغب بشراؤه ولكن ماذا إن أحتاجت تلك الاموال …عبست وهي تشعر بالحزن ….لقد وقعت بحبه من اللحظة الأولى …بتردد دخلت الى المتجر لكي تسأل عن سعره …بسرعة ذهب يحيى خلفها ..وقف على باب المتجر وهو يراها تسأل البائعة عن ثمن الفستان …عبس وهو يرى ملامحها الحزينة وهي تشكر صاحبة المتجر واستعدت للخروج….
ابتعد يحيى عن المتجر كي لا تراه …تنهد وهو ينظر للفستان ونظر الى اسم المتجر ثم لحق بها …كان يسير خلفها ووشه تزينه ابتسامة رائعة يبدو رائق المزاج وهو يراها بهذا الشكل …سعيدة ومرتاحة …داخلها أمل لا ينضب…هو معجب بروحها المقاتلة ..معجب كثيراً ..
فجأة تجمد مكانه وهي تستدير بغتة …اتسعت عيني رانيا واقتربت منه