كان فؤاد يقف مع نسرين أسفل البناية بعد أن استأذن كريم أن يتمشى معها قليلا في المنتزه القريب من بنايته وقد وافق …
-تصبح على خير …
قالتها وهي تثبت عينيها في الأرض…ليقترب وهو يرفع وجهها ويقول :
-هو أنا وشي و حش للدرجادي عشان تنزلي عينيكي …
تشبعت عينيها بالدموع فوراً…كانت معاملة والدها لها تقتـ لها …لا تعرف لماذا فقدت سيطرتها الأن بالذات بينما ينظر إليها بحنان ولطف …. انسابت دموعها وارتفع نشيجها وأصبح عاليا …
-نسرين ..
قالها فؤاد بشفقة فقالت:
-ياريتني أمو ت وأريحه…ياريت أمو ت يا فؤاد عشان يرتاح ..هو مش مرتاح بوجودي و…
-شششش
قالها وهو يجذبها إليه ويضمها بقوة بينما يربت على شعرها …ضمته نسرين بدورها وهي تبكي بعنـ ف وتقول:
-اسفة انك اتور طت بسببي …أسفة ….
أراد أن يقول إن تلك فرصة أتت له …أراد أن يخبرها أنه أسعد رجل في العالم لانه سيتزوجها …لانه يحبها وسيظل يحبها حتى المو ت ولكنه لم يتكلم بل استمر في التربيت على ظهرها بينما وخزت الدموع عينيه
ومن بعيد كان يقف هو منها را…الدموع تنفـ جر من عينيها …لقد خسـ رها للأبد …فهي هي تعانق آخر …آخر ستكون زوجته قريباً…أراد أن يصرخ بقوة …أراد أن يحر ق كل شئ …أن ينتزعها من بين يديه ويخبرها أنها له هو فقط …فقط !!
ابتعد يوسف لانه لم يستطع البقاء أكثر من هذا …يشعر أنه يتمز ق …للمرة الثانية يخسر …ولكن.داخله.لا يريد الاستسلام…ما زال هناك أمل ليستعيد نسرين …وهو واثق أن حبه ما زال يحتل قلبها…لن يستسلم بتلك السهولة أبداً…
ذهب مسرعاً وشيا طينه تلاحقه بينما يتمتم :
-أنتِ ملكي أنا وبس يا نسرين … ملكي
….