هزت رانيا رأسها ودموعه تطفر من عينيها وهمست:
-والله يا هانم أنا مليش دعوة بإبنك اصلا …كفاية كده فضـ حتيني في مكان أكل عيشي …
نظر يحيى إليها بحزن وشـ تم نفسه لأنه عرضها لهذا الموقف امسك ذراع والدته وقال بغضب:
-يالا يا ماما كفاية كده !!!
-وكمان بتتعصب عليا عشانها…عملتلك ايه عشان تغيرك كده ؟!
نظرت إلى رانيا بقر ف وقالت:
-هي أصلا معندهاش الا حاجة واحدة بس تقدر تديهالك …قوليلي ابني كان بيديكي كام في الليلة هديكي الضعف وتغو ري من حياتنا
-بس …بس خلاص حرام عليكي !!!
صرخت رانيا بعـ نف بينما شحب وجه يحيى من كلام والدته …خلعت رانيا مئزر العمل وركضت خارجة من المقهي وهي تبكي بينما كان يتبعها يحيى ويقول :
-رانيا استني بس …
ولكنها لم تستمع إليه ولم ترى تلك السيارة التي اقتربت منها وحاول السائق الضغط على الفرامل ولكن للاسف صدمتها السيارة …
-رانيا …
قالها يحيى بفزع وهو يقترب منها …لحسن الحظ لم تكن الصدمة قوية …فقط شعرت بألم في ساقها ونهضت وهي تدفع يحيى بعيداً عنها وتقول:
-لو سمحت سيبني في حالي .
ثم ذهبت مبتعدة وهي تعرج على قدمها وسط ذهول المارة وصاحب السيارة التي صدمتها …ركبت وسيلة المواصلات العامة
ثم ذهبت!
ظل يتابعها حتى ذهبت بالسيارة …احمر وجهه من الغضب …كان حقاً غاضب من نفسه لأنه وضعها في ذلك الموقف …بسببه هو تمت اها نتها بقسو ة عن طريق والدته …عاد إلى والدته بخطوات غاضبة وأمسك ذراعها وقال؛
-يالا نمشى من هنا ….
-أنت كمان …
كانت تصرخ به إلا أنها صمتت فجأة وهي ترى وجهه الأحمر من شدة الغضب …النير ان تشتعل في عينيه….ابتلعت ريقها وهو تسير أمامه بكل هدوء …لقد عرفت ليلى أنها تجاوزت الحد الآن
……..
الصمت كان مسيطر على السيارة بينما يقود يحيى وهو يشد على عجلة القيادة بقوة …كان يلهث من فرط الإنفعال…لا يصدق أنه وضع رانيا في هذا الموقف ….ولا يصدق أن والدته أتت خلفه وصبت جام غضبها على تلك المسكينة …كلما تذكر ما قالته والدته لها يشـ تعل غضباً…رانيا لا تستحق تلك المعاملة …لا تستحقها أبداً…هو المخطئ …هو من عرضها لهذا الموقف …لن يسامح نفسه أبداً !!!…