لم تتبدد صدمته فقالت وهي تفرك رقبتها بتوتر بينما لم تتخلى عن اللطف بنظراتها وقالت:
-أنا بصراحة شوفت شهادة ميلادك عشان كده عرفت …يعني تميت.دلوقتي تلاتين سنة مبروك …
كان ما زال ينظر إليها ببلاهة شديدة وهي تهذي بالكلام…بينما شعرت عبير بالتوتر الشديد وهي تنظر الى صدمته وبلاهته ….
ابتلعت ريقها وقالت:
-امير ممكن تقول حاجة …انت بتوترني بالشكل ده ..أنا عملت حاجة غلط ؟!…اصطبغ وجهه بحمرة الغضب وقال:
-أنتِ جايباني عشان كده ؟!!!
-أنتِ جايباني على ملا وشي عشان عيد ميلادي !!!
كرر بصدمة لترد بتوتر :
-أنا …
-أنتِ ايه …أنتِ أيه !!
زعق بها ثم أكمل بعصبية شديدة:
-أنتِ واحدة مش مسؤولة يا عبير …قلقتيني عليكي …خلتيني اجري زي المجنو ن في الشارع لما قولتيلي الحقيني …هو ده تصرف ناس عاقلين!!!
أختنق صوتها وقالت وقد احتشدت الدموع بعينيها :
-أنا بس حبيت أعملك مفاجأة …حبيت أفرحك …
-تفرحيني ازاي؟!!أنتِ رعبتيني …عارفة كام فكرة و.حشة جات في بالي …ايه التصرف الغبـ ي ده..
ايه الغبا ء ده !!!ممكن تفكري قبل ما تعمل اي حاجة لو سمحتي …ممكن …يعني ده مش تصرف ناس عاقلين يا آنسة عبير
…متعمليهاش تاني عشان أنا اتضايقت وبصراحة شوفتك طفلة أوووي!
انفـ جرت فجأة بالبكاء بسبب توبيخه الشديد لها ليبتلع هو باقي توبيخه ويرتبك …لم يكن يريدها أبدا ان تبكي …هو من الأساس ينزعج.بشدة عندما تحزن … اقترب منها وقال :
-أنا آسف حقك على راسي متزعليش…أنا آسف يا عبير …
ولكن دموعها لم تتوقف عن التدفق فخبت وجهها عنه …تشجع وتقرب أكثر وهو يُزيح كفها عن وجهها ويقول :
-أسف ..حقك على رأسي…حقك على رأسي …
ثم رفع كفه وبدأ يمسح دموعها بحنان ويكرر بلطف:
-حقك على رأسي أنا متزعليش …حقك عليا …
ابتسمت له من بين دموعها ليتلمس بكفه غمازاتها الساحرة …يمرر ظهر كفه على بشرة وجنتها الناعمة فتتثاقل أنفاسه …
أغمضت هي عينيها ولم تبتعد …شهق هو عندما عاد لوعيه وابتعد كالملسوع وكاد أن يخرج …وقفت هي امامه وقالت:
-ليه بتهرب مني…ليه كل ما تقرب.تبعد …ليه؟!
-ابعدي لو سمحتي .