ابتسم وقال :
-هقابل صديقة ليا ..هنتعشى مع بعض …
أجفلت قليلا وشعرت بالإختناق فجأة …كان هو ينظر إليها بخبـ ث وقد اعجبه التعبير الذي سيطر على وجهها …
نظرت إليه وقالت بنبرة طفولية :
-مين دي اللي هتتعشى معاها ؟!أنت ليك اصحاب بنات ؟!
-ايه بتغيري ؟!
قالها بتسلية ولكن نظراته لم تكن كذلك …كان ينظر إليها بحب …العشق يفيض من عينيه فعليا …حب أخا فها حقا …لم تكن تريد أن تحطـ م قلبه …ارتعبت حقاً…
ابتلعت ريقها واحمرت بقوة وهي تقول بنبرة متلعثمة:
-أنا…أنا مبغيرش …مجرد فضول بس …أنا…
-أنتِ كد ابة!!
القى الكلمة بوجهها…دون تردد. دون مراعاه …هو تعب من محاولاتها لإخفاء مشاعرها…تعب كثيراً ويجب أن يواجهها بمشاعرها … يجب أن يجعلها تعترف …ان تتخلص من خوفها وتحبه بحرية …دون خوف ….دون خجل …
-فؤاد ..
همست بصدمة ليكمل هو :
-أنتِ بتغيري عليا ..واحنا مبنغيرش الا على اللي بيحبنا
حاولت الابتعاد عنه …ولكنه اقترب أكثر ..كان يحاصرها …يتحداها ان تنكر ما تفضـ حه عينيها …عينيها الزرقاء التي كانت متشوشة من قبل ظهر بها أمل ..أمل ليكون محبوباً من قبلها ولم يكن فؤاد ليضيع تلك الفرصة من يده أبداً …فهو يحبها …
يريدها…وسيستغل أي فرصة الظهر فيها حبه ….
-أنا مش غيرانة ..مش غيرانة…
قالتها بصوت مرتفع محاولة ان تغطي على دقات قلبها التي بدأت بالأرتفاع حتى صمت أذنيها ليرد هو بثقة:
-لا غيرانة عارفة ليه ؟!عشان بتحبيني …اعترفي بده
-أنا مش …مش بحبك !
قالتها بتلعثم وهي تثبت عينيها علي الأرض …تحارب دموعها كي لا تنفـ.جر من عينيها …
أمسكها من ذراعها وقربها منه ثم رفع وجهها كي تنظر إليه:
-تمام هصدقك لو قولتي أنك مش بتحبيني وأنتِ باصة في عيوني …يالا قوليها…قولي انك مبتحبنيش وأنت بصالي وأنا هصدق…
خا نتها دموعها وقالت بنبرة مختنقة:
-شيل إيدك عني …ابعد ..ابعد …
ولكنه لم يفلتها …لن يسمح لها أن تبتعد …هي ملكه وأنتهي الأمر …شدها أكثر إليه ووضع جبينه علي جبينها وهو يقول بنبرة مهتزة:
-أنتِ بتحبيني ودي الحقيقة …مهما حاولتي تنكري عيونك فضحا.كي ..غيرتك فضحا كي …قلبك ليا !!! ..
تعالى نشيجها…ما تفعله خطأ …هي يجب أن تبتعد عنه ….يجب أن تنساه والا لن تسامح نفسها أبدا …
دفعته بغتة وهي تحمل حقيبتها من الطاولة وتركض خارج منزله كاتمة شهقاتها بكفها ..
نظر إلي أثرها ورغم شعوره بالحزن من رفضها الا أنه تولد لديه أمل ..هي تحبه ..تحبه وهو لن يتخلي عنها أبداً!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
ارتجف جسدها وهي تمسك كف صديقتها وتنظر إليها والر عب يسيطر عليها وهي تنظر الى هذا المكان الغريب …تجمعت الدموع بعينيها وهي تنظر الى ذلك الرجل المخيف أمامها …كان رجل مسن بلحية مشعثة …وجلباب اسود تفوح منه رائحة كر يهة وقبعه زرقاء متسـ خة قليلا ..كان يجلس أمام مبخرة ويضع بها بعض الأشياء التي تُزيد من اشتعالها بينما يتمتم.بكلام غريب…
أمالت على صديقتها وقالت بصوت مرتعب :
-نوال ..نوال أنا خايفة خلينا نمشى من هنا …أنا …
ولكن نوال وكزتها بقوة وهي تهمس:
-بس أسكتي …أنتِ مش عايزة ياسين يرجعلك ..هي دي الحاجة الوحيدة اللي هتساعدك …ما أنا قولتلك وفهمتك لما اتصلتي
بيا…فجمدي قلبك يا جوري عشان تقدري ترجعي جوزك من خطا فة الرجالة دي !!
-ايه خايفة ؟!
قالها الشيخ بمكر شديد لتهز رأسها بالنفي وتقول وهي ترتعش …
-لا لا مش خايفة بس هو جوزي هيرجعلي …