هل أُحدثك عن شعور الغيرة ؟انه لعنة كلعنة عشقك تماماً …واللعنتان أنا مُصاب بهما.
سولييه نصار
-يعني ايه عايزة ترفضيه…يعني ايه يا رانيا ؟!!
صرخت رابحة بوجهها وهي تشعر بنير ان الغضب تتصاعد داخلها…لابد ان ابنتها قد فقدت عقلها تماما …أين ستجد فرصة مثل هذة!!!
ربعت رانيا ذراعيها وهي تقول :
-ايوة رفضته يا أما …أنا مش قليلة عشان أقبل بأي حد …رفضته لان دي حياتي وانا حرة اختار اللي يريحني مش اللي يطلب مني تنازلات من أول مرة يشوفني فيها !!!
رفعت والدتها حاجبيها وقالت بتوجس :
-تنازلات ايه يا بت اللي طلبها منك ….سامي راجل كويس ومحترم ملوش في الحوارات دي .
هزت رانيا رأسها وقالت:
-مش اللي في بالك يا أما …هو انسان محترم فعلا مقدرش انكر ولا أقول غير كده …مش هفتري عليه بس يا أما ده مش
عايزني اكمل تعليمي …وانا عايزة اتعلم …عايزة يبقالي قيمة يا أما … عايزة أعرف ده وده وادخل الكلية …ابويا الله يرحمه كان نفسه في كده برضه
لطمت رابحة على وجهها وصرخت بها قائلة:
-تعليم ايه يا موكوسة …أنتِ عبيـ طة يا بت …عبيـ.طة ولا بتستهبلي يا روح أمك …تعليم ايه ده اللي عايزة تتعلميه …وقيمة
ايه اللي بتتكلمي عليها …يا بت قيمة الست انها تعملها بيت وتجيب عيال ويبقالها راجل …مش الكلام الفاضي بتاعك اللي اتعلمتيه من الدكتور اللي هتمو تي عليه!!
نظرت الى والدتها بضيق وقالت وهي ترفع وجهها :
-لا يا أما …أنا متعلمتش الكلام ده من دكتور يحيى …أنا اتعلمته من ابويا الله يرحمه …هو دايما كان يقولي العلام نور …وهو بيدي قيمة لصاحبه …وحلم ابويا كان انه يدخلني الجامعة …كان عايز يفتخر بيا وانا هحققله الحلم ده…
تراجع غضب رابحة منها ونظرت إليها وقالت :
-ومين هيصرف علينا بس يا بنتي …هنشحت يا رانيا …
هزت رانيا رأسها بقوة وقالت:
-مستحيل يا أما …مادام أنا عايشة مش هنمد ايدينا لمخلوق خلقه ربنا …أنا هشتغل وأدرس ….هعمل المستحيل عشان منحتاجش لحد ..متقلقيش يا أما
رغم خوف رابحة من المستقبل الا انها اختارت الوثوق بإبنتها للمرة الأولى…تعترف انها ليست الأم المثالية لها …نعم هي لديها أخطاء ولكن الله وحده يعلم انها تحب أبنتها الوحيدة وتعتز بها كثيرا