تساقطت دموعها وهي تحدق بيه بذهول …لا تصدق كيف يفعل هذا بها …اي أب هذا …نشجت ودموعها تتدفق أكثر. وبشدة ….
-أنا بجد مش مصدقة أنك كده …أنت نزلت من نظري اوووي ..وأنا مستحيل أتجوز عدي ده وانا هخرج من البيت ده ووريني ازاي هتمنعني …
ثم خرجت من المكتب بغضب وأتجهت الي غرفتها لتجهز حقيبتها….أخرجت حقيبتها بعنف ثم ألقت بها ملابسها …ستذهب من هنا ..حتي لو اضطرت أن تنام بالشارع ولكنها لن تخضع لوالدها ورغبته في أن ينقذ نفسه عن طريقها …هي لن تكون البيدق في تلك اللعبة …لن ينتهي الأمر بها لتكون وسيلة ينقذ بها والدها نفسه …هذا لن
يحدث …جرت دموعها علي وجنتيها …كم هي سيئة الحظ بشكل لا يُصدق …والدتها ماتت وتركتها ووالدها يريد أن يبيعها !!!….
انتهت من تجهيز الحقيبة وأغلقتها بعنف ثم رتبت شعرها وخرجت من الغرفة وهي تجر حقيبتها بينما تمسح الدموع التي أغرقت وجنتيها….
تجمدت وهي تجد حراس علي باب الفيلا …ولكنها لم تهتم أندفعت وهي تحاول الخروج ولكن أحدهما توقف أمامها
وهو يقول بنبرة جامدة كملامح وجهه:
-ممنوع يا هانم …
-ايه هو اللي ممنوع …ممنوع ايه !!!
صرخت بجنون وهي تدفعه وتضربه ولكنه كان كالحائط لا يتحرك من مكانه ….
-متتعبيش نفسك يا بيري قولتلك مش هتطلعي من هنا ..
قالها شريف بقسوة ثم أقترب منها وهو يعتصر ذراعها بقوة …تصاعدت دموع الصدمة بعينيها …اليوم هو الاسوأ
علي الاطلاق في حياتها …لقد.خذلها والدها …سقط من عينيها للأبد …هل يعنفها الآن لكي تنقذه …هل يضحي بها …
قربها والدها منه وهو يهزها بعنف:
-هتتجوزيه يا عبير …هتتجوزيه ..أنا مش هروح السجن بسببك …
ثم جذبها خلفه بقوة أ.لمتها وسار بها تجاه غرفتها ودفعها لتسقط علي الفراش …رفع رأسه والقسوة تتألق بسواد عينيه وقال متجاهلا ضميره الذي يجلده .:
-اتقبلي الواقع يا بيري ..اتقبليه احسنلك واحسنلي …وافتكري اني أبوكي …مش هتكوني مرتاحة لو أتحبست وفي إيديكي تنقذيني …
بكت هي وقالت:
–وانت ضميرك هيكون مرتاح لما تبيعني؟!!!هتكون مرتاح لما ترميني لواحد الله أعلم هيعاملني ازاي عشان تنقذ
نفسك !!!عايز تخليني كبش فدا!!!
كانت تصرخ من أعماق روحها…تشعر بالجنون …تتمني أن يكون هذا كابوس …
لم يرد عليها والدها بل نظر إليها بجمود وهو تبكي وتنهار أمامه … عينيها اصبحت بلون الدماء ولكن الشفقة لم تجد
طريقها لملامحه المتجمدة …فقط ضميره ما كان يصرخ به …كان يتعذ.ب من الداخل هذا صحيح ولكن من الخارج كان ممثلا بارع …استطاع اخفاء شعوره بمهارة …فإظهار الشفقة الان هي خسارة كبيرة له !!!!
تنهد وهو ينظر إليها وقال:
-ايوة ضميري هيكون مستريح لأن عدي راجل مرتاح ماديا وهيعيشك مبسوطة وجوازكم هيكون مؤقت بس وبعدها اطلقي وعيشي حياتك زي ما تحبي !!
ألقي كلماته في وجهها ثم غادر وهو يغلق الباب لتنفـ.جر هي بالبكاء .
……………..
-اخر حته عشان خاطري ..
قالتها نسرين بدلال وهي تطعمه المكرونة التي أعدتها والتي بالتأكيد اسو.أ مكرونة أكلها بحياته ولكنها هي من أعدته له لذلك سيأكلها ممتناً لو وضعت بها السـ.م …
لم يشأ أن يجر.حها بذلك تناول منها وانهي الطبق بالكامل أيضا ..ابتسمت نسرين وقالت وهي تقرص وجنته بمشاكسة وقالت :
-شطور يا حبيب قلبي …
ثم نهضت وهي تلج الي المطبخ وتغسل الطبق …
نهض يوسف من الفراش بتعب ثم عدل من وضع الفراش جيدا …
-أنت بتعمل ايه يا حبيبي؟!
قالتها نسرين بحيرة ليبتسم لها ويرد:
-نامي علي السرير وانا هنام علي الكنبة هنا ..مش هترتاحي علي الكنبة والاوضة التانية مش مرتبة مينفعش تنامي فيها ….