-عمي شريف ..
قالتها جواهر وهي تقف في صالة المنزل بتوتر …جواهر …تلك الفتاة التي تربت هنا مع ابنته …وهي الوحيدة المسموح لها بالدخول للمنزل دون أخذ إذنه …يتذكر انه رآها أخر مرة منذ ست أشهر عندما أعطاها مال….
ابتسم شريف ونهض وهو يقول بحنو :
-جواهر تعالي يا بنتي .
اقتربت جواهر منه وقالت وهي تفرك كفيها:
-أسفة جيت من غير ميعاد أنا قولت يبلغوك الأول بس هما …
ضحك شريف وقال:
-انا منبه عليهم أنك تدخلي من غير اذني …تدخلي علطول …ده بيتك يا بنتي …انتِ اتربيتي هنا مع بيري بنتي …
ابتسمت جواهر وقالت:
-كلامك ده طمني واداني شجاعة اني أطلب من حضرتك طلب…
-طيب أقعدي الأول وأؤمري ..
جلست جواهر علي الأريكة الفاخرة وقالت بإرتباك:
-أنا محتاجة شغل ضروري ..أنا …
-اعتبريه حصل .
هكذا قالها بهدوء لتقول هي :
-بجد يا عمي …
-بجد …
ضحك مدهوشا وقال:
-صحيح يا جواهر معرفش ازاي نسيت …فيه حاجة هتفرحك اووي …بيري رجعت …
خفق قلب جواهر وقالت بلهفة:
-بجد هي فين ؟!
-فوق في اوضتها .
قفزت حواهؤ فعليا وذهبت جهة السلالم ثم صعدت بسرعة ….
….
كانت عبير جالسة علي الفراش عندما أنفتح الباب فجأة وصوت ناعم يقول :
-بيري …
نهضت عبير ونظرت الي تلك الشابة الجميلة …اتسعت عينيها بذهول ثم شعت بهما السعادة وهي تقول:
-مش معقول جواهر ….
اقتربت جواهر وضمتها بقوة …كان لقاء الصديقتان رائع للغاية …صحيح ان مشاغل الحياة استطاعت ان تبعدهما عن بعض وانعدم التواصل ولكن الحياة لم تنجح في محو اللهفة…الحب الذي يجمع أصدقاء الطفولة …كلاهما أخذا يبكيان من السعادة…كلاهما شعرا بالراحة وهما بين ذراعي بعض ..
بعد لحظات ابتعدا عن بعض وهما يمسحان دموع بعضهما البعض …
ضحكت عبير وقالت:
-وحشتيني …وحشتيني بجد…بقيتي جميلة اووي يا جواهر..
قرصتها جواهر من وجنتها وقالت:
-وأنتِ كمان بقيتي حلوة اووي فرنسية بإمتياز ..
هزت عبير رأسها وقالت:
-لا يا حبيبي أنا مصرية وهفضل طول عمري مصرية…
-صحيح طنط لانا جات معاكي …
تجهم وجه عبير فجأة وقالت بنبرة منكـ.سرة:
-مامي ماتت…
شهقت جواهر وجذبتها لتضمها إليها وتقول:
-حبيبتي يا بيري البقاء لله …
هزت عبير راسها وهي تبتعد عنها بينما تخرج جواهر عبوة سجائرها وتقول:
-بتدخني ..
هزت عبير راسها بإستنكار وقالت:
-لا ومبحبش ريحته أصلا …أنتِ من امتي بتدخني يا جواهر؟!!
أشعلت جواهر سيجارتها وقالت:
-من سنة تقريبا لما اكتشفت مرض ماما …