أصبحت فجأة افكارها مضطربة …أصبحت تفكر بالمستحيل ولكن فجأة سيطرت علي نفسها وضربت رأسها وهي تقول :
-ايه اللي انتِ بتفكري فيه يا مجنو.نة أنتِ …روحي شغلك وبلاش خيال …
اغمضت عينيها وهي تحدث نفسها بصوت عالي وتقول:
-أنتِ محتاجة الشغل ده يا رانيا …محتاجاه اووي …أمك تعبانة ومحتاجة علاج…مفيش غيرك يصرف علي البيت ويجيب آكل …عيلة أبوكي اتخلوا عنكم وسر.قوا ورثكم بعد موته …أنتِ دلوقتي عمود البيت ولازم تثبتي نفسك في الشغلانة دي عشان تقدري تصرفي علي نفسك وعلي أمك العيانة …متشتتيش نفسك …شغلك هو الأهم دلوقتي
…والمرتب بتاعه هيساعدك كتير في حل مشاكلك …
-يالهووي ياني ياما علي اللي هتمو.تني ناقصة عمر …أنتِ بتكلمي نفسك !!!
قالتها مشرفة النظافة بالمشفي فجأة لتصرخ رانيا …تراجعت السيدة للخلف وهي توبخها وتقول:
-مالك يا بت أي حد يكلمك تصرخي في وشك …لا شكلك خفيفة اوووي …جمدي قلبك شوية يا أختي عشان تعمري معانا …
ابتلعت رانيا ريقها وهي تقول :
-حاضر يا مدام مني. ..حاضر ….
هزت مني رأسها بإستياء وقالت:
-يالا يا حبيبتي علي شغلك وأبوس ايديكي بلاش تصرخي في وش حد تاني …
اخفت رانيا ابتسامتها بشق الأنفس وهي تقول:
-حاضر حاضر …
ثم تركتها وغادرت …
….
في مكتب يحيي خطاب …
كان يتكلم مع والدته علي الهاتف ويقول بهدوء:
-ماما دي العروسة التامنة اللي تجيبهالي وتقنعيني اني اتجوز وانا قولتلك يا ستي شكرا انا مش عايز اتجوز حاليا
…معلش يا أمي سيبيني علي راحتي …لو واحدة عجبتني هتجوزها أكيد…يالا يا حبيبتي سلام .
أغلق الهاتف مع والدته وهو يتنهد ويقول بضيق:
-امتي تنسي الموضوع ده … أنا مستحيل أتجوز !!
……
في مكتب المحاماه ….
كانت جواهر تلمع الأسطح وهي تتذمر قائلة:
-انا خريجة كلية حقوق بتقدير جيد مرتفع ورغم كده انا هنا بنضف…ولا مرة مسكني قضية ولا طلب استشارتي جاية اخدم هنا وخلاص…ربنا يتوب عليا من الشغلانة دي…ابتسمت مايا بشر وهي تراها تعمل كالخادمة…تحب رؤية
جواهر هكذا …هي تكر.هها منذ أن كانت معها بنفس الدفعة وكانت أكثر تفوقا منها …كانت دائما تفوز بالإهتمام من حولها رغم أنها فقيرة ومعدمة وهذا جعل مايا تحـ.قد عليها …وكانت فرصة رائعة بحق أن تجعلها تعمل بمكتب خالها المحامي الشهير وقد طلبت منه أن يذ.لها وهو نفذ طلبات ابنة أخته المدللة…
اقتربت مايا منها وهي تتهادي ببطء ثم أوقعت عبوة العصير التي كانت تشربها وقالت وهي تضع كفها علي فاها
وتقول:
-أوبس معلش يا جوجو يا حبيبتي ابقي لميها..
نظرت إليها جواهر بغضب ..ودت لو تخنقها تلك الحقـ.يرة المزعجة …المدللة الفا.سدة ولكنها لن تجعلها تنال ما تريد بإشعال غضبها…أهدتها جواهر ابتسامة باردة وهي تقول:
-هلمها أكيد ….
كتمت مايا غيظها وثم خرجت من المكتب وهي تطرق كعب حذائها بغضب …افلتت من فم جواهر ضحكة متشفية وقالت :
-روحي يا شيخة يارب تتقلبي من علي السلم وأنتِ شبه عود القصب كده …داهية تأخدك من هنا وتخلصني منك .