لم تستطيع الأجابة في حين دفنت وجهها بعنقه و شعرها يتناثر بينما لطخت الدموع وجهها تشبثت بعنقه بقوة حتى أنها لم تستطيع قول كلمة واحدة من بين شهقاتها
رد صالح بطريقة لم تعهدها من قبل قائلا بلهفة :
-“قبل أن القاكي ظننت أني اغلقت على قلبي الف باب ولكن اتيتي أنتِ فجعلتيه متمرداً على و أعلن الخضوع لكي كأنك قد ارويتِ ضلوعي عشقاً فبات قلبي متيماً بكِ”
مر الوقت دون الاهتمام كم مر عليهما، فتحت زينب رماديتيها قائلة بلهفة:
-“لا هان عليا قلبك و هان عليا انك تتوجع لكن أنا تعبت يا صالح، و خايفة خايفة من الدنيا اللي عماله تديني فوق دماغي و خايفة من اللي جاي”
وضع يديه على فمها يمنعها من الاسترسال قائلا بثقة:
-“مش مهم و الله مش مهم، مش مهم أي حاجة اياً يكن اللي جاي مش مهم، مش مهم لو طلعتي بنت ذوات و لا بنت بلد لأن القلب دق و أعلن عليكِ عشقه، سوء كنتِ بنت عمر الرشيد فهتكوني بنت ذوات او سوء كنتِ زينب بنت البلد اللي مفيش زي قلبها، أنتِ مراتي و حبيبتي و أم أولادي مش هنتكلم في اي حاجة خالص سيبك من اللي فات ارميه كله وراء ضهرك و خليك معايا، عارفه في الأسبوعين اللي فاتوا كنت خايف اوي، كنت خايف كل ما واحد من الأولاد يعيط و معرفش اعمله حاجة و انا عارف و متأكد انه محتاجك أنتِ ومحتاج حضنك، زينب أو ملك أيا كان أنا و هما مش هنعرف نكمل من غيرك و لو كملنا هيبقى صعب و مليان وجع، خليك
معانا، يشهد ربنا أنك أول واحدة قلبي يدق لها بالطريقة دي أول واحدة تخطف مني راحتي أنا عايزك و عايز أكمل معاكي حياتنا و لآخر نفس. ”
مع كل حرف و كل كلمة صادقة قالها كان قلبها يخفق و بشدة و دموعها تتلالاء، رفعت يديها تمسح دموعها و هي تومئ له بالموافقة.
تنحنح عمر و هو يدخل الغرفة يحمل بين يديه أحفاده.
اخذت زينب نفس عميق حتى انحبست أنفاسها و هو يقترب أعطاها الفتاتان بينما اخذ صالح الولد منه.
ظلت تنظر لهم بعيون باكية و لهفة بينما الصغيرتان يحدجان بها بطريقتهم الطفولية و العفوية، رفعت احداهما يديها تلمس وجنة زينب، انسابت دموعها قائلة بحنان وهي تقترب من صالح تنظر لابنها :