اومأ لها بجدية يغلُب عليها الحزن و الارهاق قائلا:
-“ايوة ادخلي و اقفلي الباب وراكِ”
ابتلعت ما بحلقها قبل أن تغلق الباب، كانت تسير بخطوات خافتة و عينيها تدور في المكان و كأنها تحاول استنباط ما يريده لكن فشلت و كأن عقلها رفض التفكير، جلست على ذلك الكرسي أمام المكتب مخفضه رأسها
مرت ثوانِ في صمت مريب قبل أن يتحدث زيدان بتمهل قائلا بصرامة:
-” أنت بتحبي باسل يا نور؟”
كان سؤاله واضح و صريح و كان موقف لا تُحسد عليه مشاعر مختلطة ما بين الارتباك و الغضب و الضيق، زفرت بحرارة قائلة:
-“ممكن اعرف سبب السؤال علشان اقدر أجوب على أساسه”
رد زيدان بابتسامة ساخرة:
-“سمعت زمان ان السؤال دا مش مرتبط باي أسئلة تانية، لأنه حاجه بتكون في القلب شيء تلقائي”
رفعت نور رأسها قائلة بحيرة:
-“أنا معرفش ايه اللي انا بحسه ناحية باسل أحيانا بفرح اوي و هو معايا، و يفرح لما يقولي يا شبح رغم اني ببقى متغاظه، بفرح لما بسمعه بيتكلم عن البيت اللي نفسه فيه
يحسه عيل صغير عايز يفرح وسط أهله، بزعل لما بشوفه متضايق و انا عارفة انك السبب في زعلاه، انا معرفش يعني ايه حب بس انا ساعات بخاف عليه لما يتأخر بحسه ابني و أنا المسئولة منه، في الفترة اللي فاتت عرفت عنه حاجات كتير اوي،
عرفت انه كان بيحبك اوي لكن زعلان منك،
رغم انه بيبان بارد و مستفز الا انه جواه طفل لسه خايف، خايف يخسر الناس اللي حواليه و مع ذلك مستعد لأي خيانة منهم، هو انت ازاي محستش بيه دا ابنك، معقول مكنتش فاهم ان ابنك الوحيد مريض نفسي بسبب علاقاتك، انت اذيته باسل و نيرة، هو المفروض انا اعمل ايه؟ انا مش عارفه اعمل ايه؟ ”
-” حبيه يا نور، انا عارف انه طلب غريب و ان الحب مش بينطلب بس قربي منه اكتر و اقتحمي خصوصياته، هو يبان انه مش عايز اي حد في حياته لكن وجودك معه هيفرق، يمكن علشان كدا دخلتك حياته”