في إحدى المستشفيات الخاصة
حيث كل شيء يحدث على قدم و ساق بجدية و دقة متناهية، خرجت الطبيبة من غرفة «زينب» بعد أن أطمئنت على حالة المريضة الفاقدة للوعي منذ أن جاءت للمشفى قبل اسبوع، و تم تشخيص حالتها انها غيبوبة
مؤقتة بسبب الإجهاد الحادث قبل فترة الولادة المبكرة بثلاث تؤام
– ولد و بنتان –
فقد تم نقلها الي المشفى منذ أربع أيام لم يحدث اي تحسن.
دلف «صالح» الي الغرفة بعد أن تم تعقيمه، الارهاق بادياً على معالم وجهه، نظر ب تعب و حزن الي وجهها الناعم نائمة لا تعي ما يحدث حولها، كنت تردد تلك الجملة دائماً؛ أنها ترغب في النوم دون أن يوقظها أحد.
سحب كرسي بهدوء ليضعه بالقرب من الفراش، جلس وهو يُمسك يديها بين يديه، وضع رأسه على الفراش، التمعت عيناه بدموع لهمس بضعف وهو يغمض عينيه :
-“زينب لسه مش عايزه تقومي، طب انا مصعبتش عليكِ، انا تعبت والله العظيم، عارفة أنا كل مرة اقول أنا مش لازم إحبك اوي علشان منجرحش منك اوي بس اكتشفت ان كل لحظة بتجمعنا قلبي مبيبطلش يحبك، طب بلاش انا
مش عايزه تشوفي الولاد، أنا كمان لسه مشوفتهمش، بابا بيقول في بنت لون عيونها زي عيونك و واحدة شبهي و الولد عيونه بني، زينب والله العظيم انا تعبت، أنا مش هعرف اربيهم لوحدي. ”
انسابت دموعه من مقلتيه بحزن و تعب ليشعر بيد تلامس شعره، رفع رأسه فوجد «بيلا» تقف بجواره، ويديها تمسد على شعره بحنان قائلة بدموع: