جلس على الكرسي المجاور لها ثم مد ساقيه للأمام بحركة طفولية بينما اخذ كوب الشاي يرتشف منه قائلا:
“مش بحب الشاي بحب القهوة”
زمت نورهان شفتيها قائلة بجزع:
“بتكون مُره اوي… بس بحبها بلبن، تعرف قبل ما نتجوز كنت انا و زينب لما نحب نفك عن نفسنا و لسه قبضين مرتبنا كنا نروح لأي مطعم و كل مرة على حسب الاكلة اللي نفسنا ناكلها، و لما نحب نعمل نفسنا اغنيا اوي
كنا نجرب حاجة من بتاع الأغنيا بس كنا نشتريها من المطعم و نروح عند كوبري ستانلي و نقعد ناكل سوا، تعرف زينب لما كنت ابقى مفلسة كانت تسيبلي فلوس، رغم اي حاجه يا باسل و رغم أنها كانت بتحوش علشان عملية عم منصور الا انها كانت دايما فاكرني، انا ملقتش غيرها حد يهون عليا ايامي غيرها، بس هي دلوقتي فين… بين الحياة و الموت، حتى أطفالها مشفتهمش يا باسل”
أخفضت رأسها و هي تخبا وجهها بين يديها تبكي بحزن على أختها و صديقتها الوحيدة و قلبها ينفطر كلما تذكرت حال زينب و جسدها الموصل بعدة أجهزة تُبقيها على قيد الحياة
ترك كوب الشاي جانباً استقام يقف بجوارها محتضن اياها وهي تجلس على ذلك الكرسي قائلا بحزن (لا يعلم متى أصبح بتاثر بحال من حوله) :
“ادعيها يا نور و ان شاء الله تقوم بالسلامة لاودلاها و ابوها و امها و جوزها ادعيلها”
مسحت دموعها بخفة قائلة بخفوت:
“يارب لأجل الاولاد اللي مشفوش الدنيا لسه”
جلس باسل على ركبتيه أمامها قائلا :
“ان شاء الله هتقوم بالسلامة بس لازم تكوني واثقة في ربنا”
نظرت له مطوالا ثم تنهدت بخفة قائلة:
” يارب يا باسل يارب ”