في صباح اليوم التالي
وصل صالح أسفل البناية القديمة حيث كانت تقطن زينب،
أوقف السيارة مغمغماً بجدية:
-ياله و لا ايه يا زينب..
أومأت له بالموافقة بينما ظلت صامتة شاردة الذهن ليقول مقاطعاً ذلك الصمت :
-مالك يا زينب؟ ساكتة و سرحانة من مدة مالك؟
أخذت نفس عميق لتملاء رئتيها بالهواء ثم زفرت بحرارة و إحباط قائلة:
-زعلانة يا صالح… تعرف زعلانة من نفسي، و خايفة بابا يكون زعلان مني.
ضيق المسافة بين حاجبيه بارتياب قائلا:
-طب و عمر هيزعل منك ليه؟ أنتي عملتي حاجة تزعله؟
وضعت يدها أسفل خدها قائلة بقلة حيلة:
-أنا أقصد بابا منصور، هو كمان ابويا يا صالح و عمل علشان كتير اوي، و أنا الفترة الأخيرة قلت زيارتي ليه و بقالي كتير مقعدتش معه لوحدنا و لا عملته اكلة حلوة و لا اي حاجة، أنا بس خايفة يزعل مني و يفتكر اني علشان لقيت ابويا الحقيقي ابقى نسيته بس و الله العظيم أبداً.
ابتسم بحنان قائلا بهدوء:
-عمي منصور مش بيفكر كدا، اولا هو اكيد عارف انك مشغولة مع الاولاد الفترة الأخيرة، و بعدين انتي بتكلميه كل يوم و بتطمني عليه، في حاجة كمان، أنا ياستي و الله بطمن عليه كل يوم و كل يوم ببعت سيد يطمن عليه و يجهز له كل حاجة و حتى البيت و كل حاجة.