-بيلا، الظرف دا ليك… من.. بابا.. الله يرحمه، أنا عارف اني اتاخرت في توصيل الأمانة لكن جيه وقت تسليمها ليك، اقريه يا بيلا و اوعي تنسى أن دا ابونا”
رغم الرجفة القوية التي تملكتها عند ذكر والدها الراحل و رغم الحزن و الهاشتاق الكامن بداخلها و تلك الدموع التي تراكمت بعينها الا انها اخدت منه الظرف قائلة:
-هو كان زعلان مني لما مات صح؟
ابتسم محمود ساخرا ليقول برفق:
-لما تقري الجواب هتعرف..
أخفضت بصرها تنظر له شاعرة بثقل على قلبها كلما يأتي على بالها ان والدها توفي و هو غضبان منها، وجدت عمر يقربها منه قائلا بابتسامه جميله :
-خلينا نمشي و اقريه يا بيلا، ياله يا قلبي.
أومات له براسها بالايجاب قبل أن تغادر معه و خلفهم زينب و داليد الذان يتحدثان بسعادة و مرح غريب لتدرك زينب أنها شخصية مرحة تلقائية
صعد الاثنان بالمصعد نحو الجناح الخاص بهما
ساعدها عمر في الدخول بذلك الثوب الأكثر من رائع حقاً
وجدته يتحدث بتفاهم و حب قائلا:
-ادخلي غيري يا بيلا و لو احتاجتني ناديلي”
أومات له
و هي تتركه ذاهبه نحو غرفة النوم، جلس عمر علي الاريكة
بتوتر من تلك الرسالة
فك رابطة عنقه و ألقاها جانبا و أيضا تلك السترة السوداء وهو ينظر نحو الغرفة و القلق يتصاعد بداخله
في داخل الغرفة
جلست بيلا على الفراش بعد أن بدلت صوبها بحزن و يديها ترتجف بينما تفتح تلك الرسالة، بدات تقراء كلمات والدتها و الدموع تنساب على وجنتها و الرعب يجعلها تتصبب عرقاً
“بسم الله الرحمن الرحيم،