في صباح يوم مشرق متفتح بالسعادة لأجل هذا الثنائي الذي عانا من ظلم الحياة و قسوته لياتي اليوم الذي تتفتح لاجلهما أبواب السعادة.
جلست بيلا على رمال الشاطيء أمام ذلك الشالية الذي أتت اليه بالأمس برفقة عمر
قد انهمكت في بناء قصر من الرمال بطريقة متقنة بينما يجلس عمر برفقتها يقوم بخلط المياة و الرمال بينما تشكل ذلك القصر بسهولة و احترافيه
أبتسم بحب وهو يجلس على الرمال يضمها بحب بين ذراعيه من الخلف ليغمغم بسعادة قائلا:
-“تعرفي ان دي اول مرة اعرف انك شاطرة اوي كدا في تشكيل الرمل بالجمال دا، انتي اتعلميه امتى”
أبتسمت بيلا برقة و هي تُبعد خصلات شعرها عن وجهها بينما اخذ الهواء يلامس بشرتها الناعمه بتروِ و رذاذ البحر يتناثر حولهما منعشاً الجو غمغت بحزن و عينيها تلمع بطبقة من الدموع:
-” ماما الله يرحمها هي اللي علمتني ابني قصور من الرمل كنا نيجي هنا سوا في اسكندرية مع تيته نبيلة و نعوم كتير اوي كانت بتحب الغطس، و كانت دايما تاخدي معها في اي تجربة جديدة تعملها و نضحك سوا و نلعب كتير اوي يا عمر، و تيته نبيلة كانت تقعد تضحك و هي بتتفرج علينا، كنا نقعد و نفضل نبني قصور من الرمل لحد ما الموج يجي و يهدها، عارف يا عمر كانت دايما تقولي أنا نفسي اشوفك يوم فرحك يا بيلا وقتها
هفضل اوصي عريسك عليكِ، لكن كانت بتتعب كتير بسبب بابا لانه مكنش بيحبها كان بيحب عمتك كوثر علشان كدا رفضك بنفسي الطريقة اللي جدك رفضه بيها لكن وقتها امي دفعت التمن، تعرف كانت بتقولي انها لو خرجت من علاقتها خسرانه قيراط فهي كسبت أربعة و عشرين قيراط انها خلفتني، بس مكنتش تعرف ان بنتها هتتوجع هي كمان بسبب الحب، مكنتش تعرف ان بابا هيلينا ندوق من نفس الكأس، بس الفرق انه عرف يكمل حياته و يتجوز و يخلف لكن انا حياتي وقفت مكانها ”
ابتسم عمر بندم و هو يضمها بحماية اليه و يتذكر قسوة الايام التي مرت عليها قبله و أنه بغبائه تركها تعاني من كل هذا وحدها، و كان سيظل الاثنان في تلك الدوامة لولا معرفته بالحقيقة ليشعر بالم يهدد بسحق قلبه.
أدارها اليه يقبل عينيها و يزيل دموعها برفق :
-” حقك علي عيني يا بيلا حقك علي قلبي انا، بس علشان خاطري و الله العظيم ما قادر اتحمل دموعك، ربنا يقدرني و اعوضك عن كل الألم اللي شفتيه في حياتك”