لم يصطدم من فعلتها كثيرا بل هو اعتاد على ذلك الحنان. لم يستطيع فعل شي سوي التحديق بها و كان الأمل حاد ساحقاً يضرب بعمق في قلبه و يغمر عروقه بالدف المهدئ.
هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها و هي تستمتع لصوت تاوهاته بينما تقوم بتنظيف الجرح و لم تنظر له حتى.
ظل جلال يتابع بصمت ما تفعله متناسياً ذلك الألم الذي كان يشعر به قبل قليل، و خضراوتيه تمر بشغف علي ملامحها التي أسرته، عينيها البنيه الداكنه و أهدابها الثقيلة، وجنتيها اللتان تشتعلا بالحمرة أثر بكائها قبل قليلا.
حاول نزع يديه الا انها أمسكت بكفه بقوة و ضراوة حتى انتهت، كادت ان تتركه الا أنه جذبها بعنف نحوه ضامماً أياها بين ذراعي بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس، قام بدفن وجهه في شعرها يستنشق
رائحتها بعمق، بينما كانت مستسلمة و كأنها مفتقدة اياه، احتضنته هي الأخرى تغلق عينيها بقوة، تخاف بل ترتعب من شعور فقدانه فهي أخبرته من قبل أنه تحبه و لكن ليست فقط كزوج و زوجة لكنها تحبه كفتاة فقدت ابيها لدهر كامل و حين وجدته و غمرها بحبه أصبح كالهواء،
قصه احتياج افترس بقلوبهما،
أحتياج جعل منه أبيها و حبيبها و زوجها و صديقها المخلص.
احتياج جعل منها أبنته المدللة و زوجته و فاتنة روحه.. روحه المفقودة منذ سنوات و لم يجدها الا عندم رأي عينيها.
قاطع ذلك الهدوء صوته بنبرته المتحشرجة أثر غمرة المشاعر تلك:
-“حياء اوعي عقلك يجي في يوم يقولك إني بطلت أحبك و تصدقيه، أنا على عهدي أدام ربنا”
ردت بخفوت و حزن مغمغه بارتباك:-
-“و ايه اللي يخليك تجيبها هنا يا جلال؟ أنت متعرفش انا بسببها حصلي ايه،عارف زمان كل يوم كنت بموت من فكرة أنك بتحبها و متجوزني علشان الوكالة انا عارفه ان دا كله كان لعبه منها هي و نوارة بس انا بني ادمه يا جلال عندي قلب، و قلبي بسببهم تعب اوي.
ربت بحنان على ظهرها قائلا بجدية: