تراكمت الدموع في عينيها و هي ترى ملك تجلس بجوار صالح و هي تحمل ابنتها، تمنت للحظات لو كانت تحظى بمشهد كذلك بموافقة أبيها.
نهض صالح بهدوء و خرج من الغرفة تاركاً لهما مساحة للتحدث، خرج عمر خلفه يعلم أن تلك اللحظه خاصة من نوعها، فقط هي من حق بيلا التي حُرمت من أبنتها الوحيدة لسنوات
نظر صالح لعمر بهدوء دون أن يتحدث.
اقتربت بيلا من ملك بارتجاف، جلست بجوارها حتى أن زينب لم تتحدث بكلمة لكن لم تستطيع امتثال الصمت لوقت أطول من هكذا و هي ترى بيلا تبكي و تضع يديها على وجهها كعادتها عند البكاء و الحزن.
رفعت يديها لتُمسك بكف أمها، حاوطت وجهها بابتسامة مشرقة و اناملها تمتد لتمسح دموعها قائلة بحب :
-“ممكن تبطلي عياط علشان أنا كمان هعيط و أنا عيطت كتير اوي في حياتي من وقت ما كنت طفلة، لكن أنا خالص مبقتش طفلة كنت مؤمنة أن هيجي يوم و افرح و القى بيتي كنت بس مستنية معجزة في حياتي
محدش كان مصدق اني هلقيها لكن أنا كنت مؤمنه، معجزتي الحقيقة كانت صالح و فجأة كل حياتي أتغيرت و بعد كدا عرفتك أحساسي و أنتِ واخدني في حضنك كان كفيل إني ابقى كويسة، و دلوقتي أنا و أنتِ مع بعض، انا كنت محتاجكِ أوي يا ماما أوي، أنا مكنتش عايزه اي حاجة غير حضنك و من بعد كدا مكنتش عايزه حاجة، أنا عارفه أنك اتعذبتي و تعبتي في حياتك لكن خالص يا ماما علشان خاطري أنا، أنا تعبت من الدموع وقلبي فاض بيه الوجع، أنا بس محتاجكِ معايا تعلميني ازاي اربي أولادي انا مش عايزه اشحت الحب من حد تاني كفاية أنك تكوني معايا و الله العظيم كفاية عليا. ”
أنهت حديثها و هي تشعر بدموعها على وجنتيها، ابعدت يديها عن زينب تمسح دموعها و أبتسامتها تزين وجهها، اما بيلا جذبت ملك لحضنها و أغمضت عينيها ظلت لوقت طويل هكذا، ظلت تفتقدها لسنوات مريرة و مؤلمه.
صدح بكاء أطفالها لتبتعد بيلا عنها و هي تنظر لهم بسعادة ممزوجة بالدموع قائلة:
-“بسم الله ماشاء الله حلوين اوي يا ملك، هتسموهم ايه؟”
ردت زينب و هي تحمل احداهم قائلة بابتسامة:
-“يونس و حياء و بيلا”