أنكمشت قسمات وجه زينب أثناء نومها، مما تراه من كابوسًا مزعجًا، جعلها ترغب بالاستيقاظ منه، فقد رأت بأن زواجها من صالح كان وهمًا، خيالًا و انه ليس بحياتها …
صارعت وصارعت محاولة الخروج والاستيقاظ من ذلك الحلم
، وبعد عدة محاولات نجحت بفتح عينيها والاستيقاظ أخيرًا..
وكان أول شيء تفعله هو تفرس الغرفة من حولها،
وتحويل أنظارها وتسليطها على النائم جوارها كي تتأكد من تواجده جوارها، وتتأكد بأن ما رأته لم يكن سوى كابوسًا، والحقيقة هي بأنه معها..
التفتت برأسها أمامها وتنهدت براحة ومسحت على وجهها مرددة بخفوت شديد:
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.”
معللة سبب ما رأته بأن خوفها من البُعاد والفراق وتفكيرها به، هو من تسبب بهذا الكابوس.
فرغم كل ما حدث وحديثهم الجميل، العقلاني و رغم حبه لها
، إلا أن هناك بداخلها جزء صغير يهاب ويرتعد من فكرة الفراق.
بللت طرف شفتيها وعادت تنظر نحو صالح النائم بجوارها،
تمعن النظر بملامحه التي تحفظها.
وبعد لحظات من هذا التركيز معه،
كانت تنسى ما رأته بل وتتخطاه، وانشغلت بالتفكير به هو فقط، وبتلك السعادة التي تغمرهم وتملئهم، متمنية من الله عز وجل دوامها. الان ها هي اقترب موعد ولادتها، رغم خوفها من اقتراب ذلك الموعد الا انها تتمنا قربه لترى اولادها، يالله كم ستحبهم
داهمت بسمة صغيرة شفتيها، ثم نهضت بهدوء رغم شعورها بالتعب
مقررة تبديل ملابسها وإحضار الطعام لهم..
خرجت من الغرفة بعد أن بدلت ثيابها لأخرى مريحة، اليوم تريد أن تقوم هي بتحضير الفطار لهما، مؤخر كان يفعل كل ذلك و يذهب لعمله ثم يعود يساعدها في كل شي، رغم إرهاق في العمل لكن هو اخذ عهد علي نفسه
ان يحاول ان يكون اب جيدا لأولاده يريد ذلك و لكن يتخلى عن عهده أمام الله
بعد مرور وقت
نهض صالح من فوق الفراش يتفقد الغرفة لكن لم يجدها ..