“كنتم بتتكلموا في ايه كدا و بتضحكوا” سأل والدته بفضول و هو يضع الكوب جانباً بينما تمدد على الفراش
ليضع رأسه على فخذ «حياء» مغمضاً العينين يستريح من عناء اليوم
ابتسمت برفق وهي تمرر يديها في خصلات شعره السوداء لتجيب :
“كنت بفرج زينب علي صوركَ أنتَ و أيمان و أنتم صغيرين”
في لحظه انتفض «صالح» بذعر قائلا:
“صور ايه؟”
لم تستطع «زينب» كبت ضحكتها بتنظر له بطريقة مغيظه و ضحكتها تتعالى وهي تعطيه الهاتف ليري إحدى الصور له وهو طفل يبدو حينها كمتشرد و ليس طفل أبداً،
كانت «أيمان» تمسكه من شعره وهو يقضم وجنتها بغيظ و أسنانه تكاد تاكل وجنته أخته
خطف الهاتف من بين يديها بسرعة قائلا بحرج:
“دي صورة قديمة مينفعش كدا على فكرة ايه الإحراج يا جماعة كنت طفل و هي منتكش عاملة الواجب و أنا خفت المدرس يضربها روحت مديها كراستي قام المدرس ضربني أنا، لما رجعنا البيت يومها كنتِ في المطعم يا ماما و أيمان غظتني بالكلام روحت مسكتها من خدها و عضيتها لقيتها بتمسك شعري و بتشدني، يومها بابا زعقلي و يا اختي على دا يوم منيل بستين نيلة…. استنوا ارن عليها خلينا نطمن عليها مكلمتنيش النهاردة خالص”
أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليجري اتصال بأخته
في لندن……
كانت تجلس بجوار «يوسف» و ذكريات اليوم تُعاد عليها، أيضحي بحياته لأجلها كما شعرت بالأمان معه في تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليهما في داخل ذلك المصعد،