“في اي يا بابا؟ عمي جمال ماله”
ربت جلال على كتف ابنه قائلا:
” أمانة و بترجع لصاحبها…. ”
جلس على احد المقاعد وهو يشعر بأن قدمه لم تعد تسعفه على الوقوف اكثر من ذلك تنهار حصونه مع كل لحظه تمر…
بعد عدة ساعات
“البقاء لله استاذ جلال، الحج جمال تعيش انت”
تفوهت الممرضه بتلك الكلمات بانكسار و نبرة مهتزه وهي تنظر لابنتيه مما جعل «عائشه» تذرف دموعها عند صراخ «غرام» تقول بصوت عالِ:
“لا لا انتي كدابه، بابا مش هيسبني لا انت كدابه متصدقيهاش يا غرام و الله بتكدب بابا ب … ”
عند تلك الكلمات التي خرجت منها بصوت متهدج سقطت مغشيا عليها، و كأنها ترفض تصديق ذلك الواقع الأليم الذي صدمها بموت اعز الناس على قلوبهم،
أم «غرام» فبعد ما صرخت باسمها مراراً ببكاء حملتها على الاريكة بمساعدة الممرضه،
في حين جلس جلال يشعر و كأن شُل من الصدمة و الألم لتسقط دموعه بمرارة قاتلة
لكن دون جدوى لم ينتبه لايا مما يصير حوله حتى وجد عائلة جمال باجمعها مجتمعه حوله و صرخات النساء تعلو تزامنا مع بكائهم، فكان المشهد يتقطع له نياط القلوب
ويالها من لحظه تقشعر لها الأبدان