في وقت متأخر من الليل
في منزل آل «الشهاوي» صدح رنين الهاتف معلناً عن اتصال هام جدا، عدة مرأت لم يتوقف الهاتف و كأن المتصل لن يبارح مكانه حتى يُبلغ رسالته
استيقظت «حياء» بفزع لتنظر للجانب الاخر من الفراش لكن وجدته فارغ بينما باب الغرفة مفتوح، ينبعث اليها أضاة من الصالة، نهضت من فوق الفراش بكسل وهي تراه يقف في الصالة
نظرت له بينما يتحدث في الهاتف لتساله «حياء» بتوتر قائلة:
“في ايه يا جلال؟ مين بيتكلم في الوقت دا”
لم تتلقى منه إجابة في حين تصاعد الخوف لقلبها، و هي تنظر لعينيه المتلالاه بالدموع لتُعيد سؤالها عليه مرة أخرى بتوجس:
“في اي يا جلال؟”
حاول جاهداً التحدث قائلا بنبرة يتخللها بعض الثبات:
“جمال نقلوه المستشفى و بيقولوا حالته صعبه، انا لازم اروحله استر يارب”
تركها تقف مكانها دون أن ترمش و عينيها مثبته عليه، تدرك كم ان الامر صعب عليه “جمال” هو صديقة المخلص و هي الشاهدة على ذلك منذ زمان طويل،
منذ بضعة أشهر توفت “فاطمة” زوجة “جمال” لابد أن الأمر لم يكن هيناً عليه
خرج بعد دقائق و قد بدل ثيابه و علامات الخوف و الارتباك جاليه على وجهه
هتف بنبرة مهزوزة قائلا بتوتر:
“لو حصل اي حاجه ابقى كلميني،لا الاحسن تطلعي تباتي مع زينب لان انا هبات معه في المستشفى، متستنينش”
لم ترد عليه وهي تقترب منه تحتضنه وهي تربت على ظهره بخوف بنبرة باكية:
“هون عليك يا جلال، ان شاء الله مفيش حاجة بس ارجوك متعملش في نفسك كدا”
اغمض عينيه وهو يُلقي بمخاوفه خلفه اخذ نفس عميق ابتعد قائلا: