أقترب منها يجلس بجانبها، فوجدها تقول بمرح:
“قبل ما نيجي ماما حطت ليا الصور دي واحنا صغيرين علشان اخدهم معايا”
ابتسم باتساع ثو خطف صورة من بين الصور الموجودة، طالع الصورة بنظرة هائمة، حركت راسها وهي تطالعه فوجدته يقول بنبرة خافته:
” الصورة دي عمري ما هعرف انساها يا ايمان، هتفضل أقرب صورة ليكي على قلبي، لسه فاكر يومها كنتي منهارة في العياط بعد ما ختمتي القرآن انتي و صالح، عمي جلال وقتها اخدك في حضنه و فضلتوا لوقت طويل ”
ابتسمت هي برفق وهي تضع راسها على كتفه قائله:
“لسه فاكر يا يوسف دا فات اكتر من عشر سنين عليها ”
اخفض راسه يطالعها و هو يقول بنبرة هامسة:
” كل حاجه خاصه بيك يا ايمان محفورة في قلبي، انا كبرت و عيشت على أمل انك تكوني ليا في يوم من الايام، كفاية وجودك معايا”
اخفضت راسها بخجل، ثم أخرجت صورة أخرى تجمعها «بصالح» و« يوسف»
:
” الصورة دي هتفضل قريبة لقلبي علشان كنا فيها احنا التلاته”
طبع قبلة على قمة رأسها قائلا :
” ربنا يحفظك ليا يا رب”
صاح فجأه بمرح قائلا:
” ياله هفرجك على المدينه، البسي هنخرج سوا بكرا اول يوم شغل لينا بعد الاجازه لازم نستغل الفرصة..”
ابتسمت «ايمان» ونهضت بسعادة قائلة:
” فوريرة واكون جاهزه”
اتجهت نحو الخزانه بحماس لتأخذ ثيابها تبدل ثيابها
ابتسم« يوسف» وهو ينظر للصور الموضوعه على الفراش بفوضوية، و كأن ايام الطفولة تعاد مرة أخرى، وجد صور له برفقة «حياء» وهي تحمله وهو يحتضنها، و صورة أخرى برفقة «جلال» و «أيوب» تبدلت ملامحه