حتى أتت هي لأعلم ان أبلغ الأحاديث هو حديث روحها الذي لا يسمعه سوي روحي1
وصلت سيارة «عمر» الي قصر الدمنهوري بعد سنوات طويله من الفراق و البُعد
مازال يذكر اخر مرة دخل الي ذلك القصر قبل أكثر من عشرون عاماً
قام الحارس بفتح البوابة سامحاً له بالدخول
القى نظرة يأسه الي جنينة القصر و شريط ذكرياته يمر عليه مر أخرى، تذكر حينما رآها تجلس في ذلك المكان منشغله برسم احد رسوماتها
لأحت ابتسامة بسيطه على شفتيه مزينه وجهه الوسيم.. تغير قليلا زادت ملامحه هيبه و وقار.. بعض التجاعيد و شعره الأبيض الممزوج بالاسود لم يقلل من وسامته ابداً
فهو« عمر الرشيد» ……
صف السائق السيارة ليترجل عمر بخطوات ثابته واثقه رغم رجفة قلبه سيلتقي بها مرة أخرى!!
استقبلته «فردوس» ممرضة ارستلها «مريم»لتعتني ب بيلا منذ اكثر من ثمان سنوات تبدو في نهاية العقد الثالث من عمرها… ملامحها صارمة
فردوس بلباقه و عمليه
«عمر بيه الرشيد… اتفضل معايا»
تقدم خلفها وهي تشير لغرفة الصالون ولج عمر للغرفة الشاسعه و المليئة بالتحف و الرسومات القديمة
نظرت له بهدوء قائلة
«اتفضل حضرتك و مدام بيلا هتنزل لحضرتك…..»
وضع ساق على الأخرى و هو يخرج علبة السجائر خاصته ولكن ما ان وضعها بين شقي شفتيه عادت له إحدى الذكريات
«يا عمر انا مبحبش ريحة السجاير… و بزعل منك لما بتدخنها لأنها بتاذيك»
ابتسم ببرود وهو يُشعل سيجارته هامس لنفسه