دقت الساعة منتصف الليل ، و بينما الجميع نائم في تلك الليالي الشتوية الباردة .. كانت هي تركض بين ممرات الشوارع حافية القدمين تلف نفسها بملاءة الفراش ..
جسدها يقطر دما و أرجلها قد جُرحت بسبب ركضها المتواصل طوال الطريق ، كل فتره تلتفت خلفها لتتأكد انه لا احد يراقبها
و لكنها في لحظه اصبح جسدها خائرا و لم تستطع اكمال الركض و هي تري الظلام يغلفها ، لتسقط فاقده الوعي
تفترش الطريق بملاءتها بينما تهطل الامطار فوقها بغزاره ! …
**** كان علي الباشا عائدا مع شقيقه الاكبر عماد من اسكندرية حيث كانا يتعاقدان مع شركة لبيع المنتجات التي تحصل عليها وكالتهم من المزارعين و التجار … كان عماد يتأفف بشدة :
_ ده وقت حبك الدنيا تمطر فيه ؟؟ انا مش شايف الطريق
نظر له علي الباشا بهدوء و صمت قاتل و لم يجيب ، و لكنه فجأه لمح شيئا علي يسار الطريق فهتف له بلهجه آمر :
_ عماد استني … اقف علي جمب !
توقف عماد متعجبا يسأله بعدم فهم :
_ في ايه يا علي ؟؟
اشار علي الي شيئ ما هناك يهتف لشقيقه بتساؤل :
_ ايه اللي هناك ده ؟؟
حاول عماد ان ينظر لتلك المسافه البعيده قليله و لكن هطول الامطار بشده لم يساعده فهتف يخبر الاخر :