توقفت عند تلك النقطة تُرى هل بها محاسن ؟
نظرت إلى نفسها فى المرآة ترتدى حجابًا و قد أظهرت بعضًا من شعرها فستانًا باللون الأزرق يبدو أنه ضيقٌ بعض الشئ عليها و لا يُناسبها قليلاً من مستحضرات التجميل لتُخفى بها بعض شحوب وجهها و آثار تلك الندبات به
أبتسمت بسخرية وهى تتحدث لنفسها : محاسن ايه دى ده محاسن تبقى خالتك يا ونس
تمعنت فى أسمها الذى لا يناسبها تمامًا لا تشعر بالأُنس إطلاقًا أهل يسخرون منها بسبب وزنها الزائد و أصدقاء لا أصدقاء كلما صادقت
أحدهم أو تقربت إليه ظل يضحك عليها حتى صلاتها متقطعة و لا تذكر الله إلا قليلاً نظرت لنفسها مجددًا قائلة : ده أنا مصليتش العشاء لسه
لعب الشيطان برأسها حتى ذهبت لسريرها و لم تؤدى فرضها فلماذا تعيش تلك الونس ؟
أذن الله أن تشرق شمس يومٍ جديد لتعطى الناس فرصة جديدة لكل شئ للحياة للتقرب منه للمحاولة مجددًا
خرجت ونس من غرفتها تتسحب حتى وصلت إلى باب الشقة و نظرت خلفها لابد أن الجميع نائم أبتسمت بسخرية و خرجت من المنزل
نظرات الناس لا تتكرها بعضهم ينظر بسخرية و تهكم و آخرون لم يكتفوا بالنظرات بل أشاروا إليها و هم يضحكون ركبت المواصلات لتذهب لمقر عملها بإحدى الشركات المصنعة للأدوية فجلست بجانب شرفة الأتوبيس فوجدت طفلاً صغيرًا يجلس بجانبها بينما نهرته والدته قائلة : تعالى يا حبيبى لتاكلك على أول الصبح
ضغطت بأظافرها بقوة على يدها الأخرى حتى كادت أن تُدمى و عينها أدمعت و تهدجت أنفاسها
أخيرًا نزلت من ذلك الأتوبيس و أسرعت إلى الشركة و ظلت تلك النظرات تلاحقها أينما وطئت قدمها
حلت الظهيرة و ذهب الجميع ليأخذ قسطًا من الراحة بينما ظلت هى فى الشركة كعادتها إلى أين تذهب لذلك المطعم و تجلس وحيدة