لحظة صمت الحلقة الأولى
كُنت دايمًا بستغرب ليه حوض الحمام بتاعنا مسدود..
وياريتني ما عرفت السبب
أيام خطوبتي، إتفقت مع خطيبي على حاجة مش تقليدية.. نعيش في مُحافظة بعيد عن محافظتي وبعيد عن محافظته
ك حل وسط يعني
وبعد الجواز، وأول ليلة لينا في بيتنا الجديد، عدت بسلام
لكن صباح تاني يوم.. لاحظت إن الحوض بتاع الحمام مسدود.. بمُجرد ما فتحتُه عشان أغسل وشي، إتملا بالمياه وكإنه
كإنه مسدود!
جبت شماعة حديد وفردتها عشان أعرف أسلكُه.. لكن كانت حديدة الشماعة مبتوصلش لقاع الحوض.. في حاجة جوة بتتخبط فيها لكني مش قادرة أشوفها
ناديت على جوزي بصوت عالي عشان يسمعني وقولت: محمد، تعالى شوف الحوض ماله مسدود من إيه! مش المفروض إنه جديد برضو؟
دخل محمد للحمام وهو بيمسك الحديدة اللي في إيدي وبيقول بسُخرية: لا ست بيت ست بيت يعني مفيش كلام
رحمة بضحكة: تنكر ولا إيه؟ حل سريع أهو.. المُهم ممكن يكون في شعر أو حاجة سداه
محمد وهو بيحاول يسلكُه: هييجي منين الشعر يا بابا الحوض جديد زي البيت بالظبط.. جايز الحوض ليه ترِكة كدا بتتعمل عشان يسحب المياه ويشفُطها
حطت رحمة إيديها في وسطها وهي بتقول بتكشيرة تركيز: طب شوف كدا
حاول محمد مرة تانية وفجأة إترفعت الحديدة لفوق.. وطلع فُقاعات في المياه المُمتلئة في الحوض
كإن حد بيتنفس!
لحظة صمت الحلقة الثانية
رجعت رحمة لورا بخوف، وهي حاطة إيديها على قلبها ومبرقة بصدمة، وجهت كلامها لجوزها وقالت: محمد شوفت اللي حصل! كإن حد إتنفس في المياه!
محمد بتركيز في فتحة الحوض: ياستي لا، يتنفس إيه التخريف دا.. هاتيلي كدا شنطة العِدة من البلكونة، وأنا هظبطة هفك مسامير الفتحة عشان نشوف بشكل أوضح، وهاتي كشاف وحاجة نفضي بيها المياه من الحوض
إتحركت رحمة بسُرعة عشان تجيب الحاجة وفضل محمد يحاول يضغط بإيده على الفتحة عشان تسحب المياه لكن بلا جدوى
جابت رحمة شنطة العِدة وإديتهاله، فتحها وخرج منها المفك وبدأت رحمة تفضي المياه بالطبق اللي معاها
بدأ يفُك المسامير بتاعة فتحة الحوض لحد ما أتشالت
مد صوباعين من صوابعه بس موصلوش لتحت، غرز المفك في فتحة الحوض الكبيرة وحس أنه دخل في حاجة!
جه يخرج المفك لقى عليه د_م..!
وشوية المياه اللي في الحوض طلع عليهم من الفتحة د_م
شهقت رحمة بخضة ورجع هو لورا بخوف وهو بيقول: في حاجة مش طبيعية! هاتيلي رقم أم الشركة اللي إشترينا منها الحمام عشان ههزق اللي جابوهم!
سحبت رحمة الشاكوش ف بصلها محمد بخضة وهو بيقول: هتعملي إيه؟
بعزم ما عندها خبطت الحوض الرُخامي اللي ظهره لازق في الحيطة لحد ما بقت تكسر فيه ومحمد بيزعقلها
نجحت تكسره لكن
من كُتر صريخها، فقدت الوعي
أما محمد، كان مذهول قُدام المشهد
* بعد مرور ساعتين ونصف
الشُرطي: مين اللي ركبلك الحوض دا يا أستاذ محمد؟
محمد برعشة ولجلجة: ص.. صنايعي.. إسمه السيد عبد الكريم
رفع الظابط حاجبه وقال: إنت عارف يعني إيه.. نلاقي في قاعدة الحوض بتاعة حمامك اللي متثبته في الأرض.. نصف جسد لفتاة.. جُثة! النصف العلوي من جسدها!! جوا قاعدة الحوض!!
يتبع…