عاجل: الصين تنفذ أكبر توغل لها.. 30 حربية تخترق المجال الجوي هل تبدأ الحرب

عاجل: الصين تنفذ أكبر توغل لها.. 30 حربية تخترق المجال الجوي

نفّذت الصين ثاني أكبر توغل لها في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان هذا العام إذ أعلنت تايبيه أن 30 طائرة دخلت المنطقة، أكثر من 20 منها مقاتلة.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية في وقت متأخر الاثنين أن طائراتها وأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية التابعة لها وضعت في حالة تأهب لمراقبة الأنشطة الصينية الأخيرة.

 

وبدأت الصين في السنوات الأخيرة تنفيذ طلعات جوية كبيرة في منطقة الدفاع التابعة لتايوان في تعبير عن عدم رضاها ولإبقاء أسطول المقاتلات التابع لتايوان تحت ضغط دائم.

وتعيش تايوان التي تتمتع بحكم ديموقراطي تحت تهديد مستمر من إمكانية تعرّضها لغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها وتعهّدت السيطرة عليها، وإن كان بالقوة إذا لزم الأمر.

واتّهمت الولايات المتحدة بكين الأسبوع الماضي بإثارة التوتر بشأن الجزيرة وذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن على وجه الخصوص التوغلات الجوية كمثال على “الخطاب والأنشطة الاستفزازية بشكل متزايد”.

 

وكانت وزارة الدفاع التايوانية أعلنت في فبراير/شباط الماضي أن 9 طائرات حربية صينية دخلت المجال الجوي لجنوب غربي للبلاد.

دعم أمريكي
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا في وقت سابق، إن واشنطن تبحث عن سبل لتسريع تسليم النسخة الأحدث من طائرات “إف-16” إلى تايوان بعد تصاعد التوتر مع الصين.

ونقلت “رويترز” عن مسؤولين -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم- أنهم لم يتوصلوا بعد إلى حل بشأن كيفية سرعة تسليم طائرات بلوك 70 إف -16، المصنعة من قبل شركة “لوكهيد مارتن” والمجهزة بقدرات جديدة، حيث إنه كان من المقرر تسليم الطائرة بحلول نهاية عام 2026.

 

فيما ذكر مسؤول تايواني كبير، أن الحكومة أعربت للإدارة الأمريكية عن رغبتها في تسليم أسرع للمقاتلات، في ظل التوترات المتصاعدة والاختراقات الصينية للأجواء.

وأضاف: “الأمر كله يتعلق بتقييم المخاطر.. ومن الواضح أين توجد المخاطر”، في إشارة إلى التوترات عبر مضيق تايوان الحساس الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.

وطائرة F-16 طائرة عالية القدرة على المناورة، أثبتت فعاليتها في القتال الجوي والهجوم جو-أرض.

لكي نتفهم جيدا سبب انتهاج واشنطن سياسة الغموض الاستراتيجي تجاه تايوان، ينبغي أولا التعرف على جذور التوتر بين تايوان والصين.

 

في عام 1949، أدت الحرب الأهلية إلى تقسيم الصين. انسحبت ما كانت تعرف بحكومة جمهورية الصين (التي كانت تدعمها واشنطن) إلى تايوان وعدة جزر أخرى أصغر، في حين هيمنت قوات الزعيم الشيوعي ماو تسيتونغ على بر الصين.

في أعقاب اندلاع الحرب الكورية، تدفقت المساعدات الأمريكية على تايوان، وأبرم الجانبان معاهدة دفاع مشترك. لكن الولايات المتحدة أصرت على أن أي هجوم تشنه تايوان على بر الصين يجب أن يتم بموافقة من واشنطن

إذ لم يكن الرئيس أيزينهاور يرغب على ما يبدو في التورط في حرب أهلية أخرى.

وعمدت إدارة أيزينهاور إلى جعل صياغة المعاهدة غير واضحة بحيث لا تلزم الولايات المتحدة بحماية تلك الجزر.

 

ويرى كثير من المختصين أن المعاهدة نجحت في الحيلولة دون اندلاع حرب في منطقة مضيق تايوان. ولكن الولايات المتحدة قررت عام 1979 إلغاءها، إذ كان ذلك شرطا مسبقا لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع بكين.

ليحل محلها بما يعرف بـ”قانون العلاقات مع تايوان” الذي مرره الكونغرس في العام نفسه ووقع عليه الرئيس جيمي كارتر.

ينص القانون على مواصلة العلاقات الاقتصادية والثقافية، وكذلك العلاقات السياسية غير الرسمية مع تايوان، وتزويد واشنطن الإقليم بالوسائل اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي

على أن يحد الرئيس والكونغرس نوعية تلك الوسائل والطريقة التي تستجيب بها الولايات المتحدة لأي تهديد يتعرض له الإقليم.

كما ينص على أن إقامة واشنطن علاقات مع جمهورية الصين الشعبية يعتمد على تفاهم متبادل مفاده أن مستقبل تايوان (انضمامها إلى الصين من عدمه) سيتم تقريره بالطرق السلمية.

إضافة إلى هذا تبنت الولايات المتحدة ما يسمى “سياسة الصين الواحدة”، وهي الاعتراف الدبلوماسي بموقف الصين المتمثل في أن هناك حكومة صينية واحدة. بموجب هذه السياسة

 

تعترف الولايات المتحدة بالصين وتربطها بها علاقات رسمية، في حين أنها لا تعترف بجزيرة تايوان ككيان ذي سيادة.

ويجب التفريق هنا بين “سياسة الصين الواحدة” و”مبدأ الصين الواحدة” الذي يشير إلى اعتبار بكين تايوان جزءا لا يتجزء من الصين ينبغي أن يعود إليها من جديد في يوم من الأيام.

وقد هدد الحزب الشيوعي الحاكم في الماضي باستخدام القوة ضد تايوان إذا ما أعلنت استقلالها رسميا، ولكنه تبنى موقفا دبلوماسيا أكثر لينا في الأعوام الأخيرة.

الغموض الاستراتيجي بين المعارضة والتأييد
معارضو الغموض الاستراتيجي يخشون من أن السياسة عفا عليها الزمن ولم يعد باستطاعتها ردع الصين، في ضوء تعاظم قدراتها العسكرية وما يبدو من تغلبها على ضعفها التاريخي مقابل الولايات المتحدة وتايوان.

فالإنفاق العسكري الصيني ازداد بمعدل سبعة أضعاف خلال العشرين عاما الماضية وفق بعض الخبراء. وتعتبر الصين الآن الدولة الأقوى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في منطقة المحيطين الهندي والهادىء.

 

تعرف على القدرات العسكرية للصين
من هؤلاء المعارضين رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الذي كتب الشهر الماضي أن هذه السياسة تعزز عدم الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادىء من خلال جعل الصين تستهين بجدية رغبة الولايات المتحدة في التدخل العسكري، وجعل تايوان تشعر بالقلق في الوقت ذاته.

ويضيف آبي أن المجتمع الدولي أذعن في النهاية لضم روسيا شبه جزيرة القرم، “رغم اعتداء روسيا على أراضي دولة ذات سيادة هي أوكرانيا”.

ويمضي في القول بأنه بالنظر لأن غالبية دول العالم لا تعترف بتايوان كدولة ذات سيادة، فإنه لن يكون مستغربا أن يعول الزعماء الصينيون على أن يكون العالم أكثر تهاونا إذا ما قاموا بضم أراض يعتبرونها جزءا من بلادهم.

أما مؤيدو السياسة فيرون أنها نجحت في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان على مدى أكثر من 40 عاما. وقد جعل هذا القانون كل الخيارات متاحة أمام واشنطن، فهي تستطيع المساعدة في الدفاع عن تايوان إذا ما أرادت، ولكن مساعدتها ليست مؤكدة أو مضمونة.

 

يقول البروفيسور ستيف غولدستين مدير ورشة الدراسات التايوانية بمركز فيربانك للسياسات الصينية بجامعة هارفارد إن هذه السياسة “تخلق نوعا من الرادع المزدوج

فكلا الطرفين يحجم عن تعريض الوضع الراهن للخطر من خلال التدخل المحتمل للولايات المتحدة، في حين يشعر بالاطمئنان إلى أن الطرف الآخر لن يحاول تغيير الوضع الراهن من جانب واحد.

ومن ثم، فإن تايوان تحجم عن قلب الأوضاع لأنها تعلم أنها ستتلقى الدعم في حال تعرضها لهجوم غير مبرر من بر الصين، كما تحجم الصين عن تغيير الوضع الراهن خشية تدخل محتمل من قبل الولايات المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top