ووصف القرآن بأنه ذِبحًا عظيمًا لا يكون دليل على مدى سِمَنه ولا عن كثرة لحمِه، لأن صفة العِظَم قد تطلّق على الشَّرف والأهميّة، وبالطبع هذا الكبش له أهميته لأنه فِداء لشخصيةِ عَظيمة هي إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السّلام.
وأما لحم الذَّبح فلا يكون دليل على أنه رفع أو أكلتْه نارُ مثل قَرابين في عصور سبقت سيدنا إبراهيم أو هل أكلَه سيِّدنا إبراهيم وأهل بيته، أو قام بتوزيعه على الناس أو هل في الصحراء تركه حتى تأكله الحيوانات والطيور.
وإذا لم يوجد ما يدلُّ بدليل على ما هو أصل الكَبش ولا على كيفية التصرف فيه وفي لحمه فيكون الأمر كالمعتاد ينظر أن الكَبش غَنم من الأرضِ وأن سيدنا إبراهيم أكَلَ منه وتصدَّق منه على غَيره وشكر لله على فداءِ أبنه سيدنا إسماعيل.
وفي أمر الأضحية في الإسلام قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم “سُنُّوا بها سُنّة أبيكم إبراهيمَ”، ولاحظ أن القرآن لا يهتمُّ في نصه بذكر التفاصيل الجزئيّة ويهتم بذكر موضع الموعظة والعِبرة،فما ركز عليه القرآن في فداء سيدنا إسماعيل أنّه كان لا يعرف ما فداءَ ولده، ولكن الله سبحانه هو الذي نبّهه وفسر ما يُفهَم من ظاهر التعبير في قوله “وفَديْناه بذِبحٍ عَظيمٍ”.[1][2]