بوتين يغيّر سياسته في سوريا بشكل مفاجئ ويوجه رسائل حادة لمختلف الأطراف المؤثرة في الملف السوري
أكدت مصادر صحفية وجود تغيرات كبيرة في السياسة الروسية تجاه التعامل مع الملف السوري خلال الأيام القليلة الماضية، لاسيما بما يتعلق بالتنسيق مع إسرائيل بشأن العمليات التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية داخل الأراضي السورية.
وبحسب المصادر فإن “بوتين” غيّر سياسته في سوريا مؤخراً عبر اتخاذه العديد من القرارات الهامة، من أبرزها قرار إخلاء عدة مواقع استراتيجية في سوريا والسماح لإيران والجـ.ـماعات التابعة لها أن تملأ الفراغ الذي تركته القـ.ـوات الروسية.
فيما تمثل التغيير الأبرز والأهم في السياسة الروسية حيال الأوضاع في سوريا، والذي حمل في طياته رسائل حادة لكافة الأطراف المعنية والمؤثرة في الملف السوري، بمواجهة روسيا للطائرات الإسرائيلية أثناء تنفيذها غارات جوية على بعض المواقع داخل سوريا قبل أيام.
ولفت محللون إلى أن الرسائل التي أرادت القـ.ـيادة الروسية إيصالها لمختلف الأطراف، مفادها أن روسيا مازالت الجهة المسيطرة على الوضع في سوريا رغم تقليص تواجدها العسـ.ـكري هناك بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
كما أراد “بوتين” أن يوجه رسالة إلى إيران بأن روسيا ستقوم بحمايتها في الفترة المقبلة، وذلك بعد سيطرة طهران على المواقع التي انسحبت منها القـ.ـوات الروسية في عدة مناطق سورية.
وفقاً للمراقبين، فإن الرسالة الأقوى أراد “بوتين” إيصالها لإسرائيل وأمريكا، ومفادها أن مواقفهما بشأن أوكرانيا ستنعكس سلباً على مصالحهما في سوريا خلال المرحلة القادمة.
وكانت مصادر إسرائيلية، قد أكدت بأن روسيا استخدمت لأول مرة بطارية الدفاع الجوي “إس 300” ضد طـ.ـائرات حربية إسرائيلية في الأجواء السورية.
وأوضحت “القناة 13” الإسرائيلية أن استخدام المضادات الروسية جاء على خلفية وجود خلافات بين موسكو وتل أبيب بشأن طريقة التعامل مع ملف الحرب في أوكرانيا، حيث وصفت القناة التصرف الروسي بأنه “سابقة من نوعه”.
وحول تداعيات التصرف الروسي واستعمال روسيا لبطاريات “إس 300” ضد الطائرات الإسرائيلية، أشار الباحث السياسي “صدام الجاسر” إلى أن ما فعلته روسيا لا يشكل تهـ.ـديداً حقيقياً لعمليات إسرائيل العسـ.ـكرية داخل الأراضي السورية.
وأكد “الجاسر” في سياق حديثه لموقع “الحل نت” أن القرار الروسي مرتبط بالتوترات الحاصلة بين روسيا وإسرائيل حول تعامل الأخيرة مع العـ.ـملية العسـ.ـكرية الروسية ضد الأراضي الأوكرانية.
ونوه الباحث إلى وجود تقارير تحدثت عن أن تل أبيب قامت مؤخراً بتزويد أوكـ.ـرانيا بطائرات بدون طيار بعد أن توقفت تركيا عن ذلك، بالإضافة إلى تقديم دعم تكنولوجي ولوجستي وتزويد الـ.ـقـ.ـوات الأوكرانية بصور أقمار صناعية ترصد تحركات الجـ.ـيش الروسي.
وفي ضوء ما سبق، لا يستبعد “الجاسر” أن يصل التوتـ.ـر بين روسيا وإسرائيل إلى الصـ.ـدام بين الطرفين، مشيراً أننا قد نشهد تطورات لافتة بين موسكو وتل أبيب في سوريا في المرحلة المقبلة.
وختم الباحث حديثه بالإشارة إلى أن الملف السوري أمام فصل جديد، وذلك على الرغم من عدم رغبة لا روسيا ولا إسرائيل بهذا الصدام، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن كل شيء ممكن في الفترة القادمة نظراً لأن الوضع في سوريا دقيق حالياً.
المصدر: الحل نت