عندها وخصوصًا بعد إنجابها ابنهما الأوّل. وبقِيتُ أنا وحيدة، أتنقّل بين بَيتي وبيت أهلي وصديقاتي، أشكو إهماله لي وعدم سؤاله عنِّي. جلسْتُ معَ نفسي أُفكِّر… هل هذه هي حياتي التي أرغب؟ هل سأعيش عمري على الهامش؟ هل
سأقضي ما تبقّى مِن عمري على حافة الانتظار؟ هل هذا هو دوري في الحياة؟ محطّة هادئة يلجأُ لها عندما يُتعِبُه ضجيج الأولاد وأُمّهم. هل خَلَقَني الله لهذا الغرض؟ أما مِن دَوْرٍ آخر لي في هذه الدنيا ؟ كنتُ قد وَرِثْتُ عن والدتي
وجدّتي موهبة التطريز الفلاحيّ، لم يكُن يخلو رُكنٌ مِن أركان بيتي مِن مَشغولاتي المُتميِّزة. دلَّتْني جارتي على سيّدة أعمال معروفة تنوي البَدْء في مشروع لتشغيل سيّدات البيوت في التطريز التراثيّ المعروف في بلدنا… كانَتِ السيِّدة
وهي مُغتربة ترغب ببَدْءِ مشروع رِبحيٍّ جديد مِن جهة ومساعدة الأُسَر المُتعفِّفة على الإنتاج والعمل مِن جهة أخرى،… على أنْ تقوم هي بتسويق تلك المنتوجات في بلد إقامتها… كانَتِ السيّدة بحاجة إلى مَن يُشرف على العمل والتطريز