– تقصدين كيف لعاقل أن يأخذ بأسباب البشر ويغض الطرف عن المُسبِّب ! إن كنتِ تقصدين هذا فالذي أعطي زكريا سيُعطيني !
وافقت عليه ، وتمَّت الخطبة والزفاف ، وبعد أكثر مِن ثلاثة أعوام حَملت في الطفل الأول ، شعُرت وكأنَّ الدُّنيا قد أشرقت بالربيعُ في
عُمرها ، كانت تذهب لتُحضر مع زوجها ملابس للطفل وتقول لَهُ ” أيُّهم أجمل ؛ هذا أم ذاك ” ، هل سيكون صبي أم فتاة ، يُشبِهُني أم يُشبِهُك !
وتأتي المُصيبة الأولى لها ولم يستمر الطفل في رحمها أكثر مِن ستة أشهُر ثم توفى ، فقالت لَزوجها بعد أن أفاقت من المرض ألم أقُل لَك !
ابتسم وقال ألم يقل لكِ ” ولئِن صبرْتُم لهو خيرٌ للصابرِين”
– هل ستَترُكني !
– نَعم سأتركك ، ولكِن عند الموت ، وسأعود لألتقي بكِ ثانيةً في الجنة !
مر عام وحملت، كانت هذه المرة خائفة كثيرا، فقررت عدم ترك الفراش، كانت تصلي وتنام، وتولى زوجها خدمتها ف هذه الفترة، كان يذهب إلى العمل ويأتي هو ليعد الطعام، يرى ف عينها اشتياقها للطفل، وحبها الشديد لرؤيته، فيزداد تحملا لأجلها، ويزداد قوة