فاطمة لما بعتتلي اللحمة بتشتكي أنها مبتستويش، فكرتني بموضوع بشع حصل من سنين معايا، ومعرفش ليه من وقت ما قولتلها وهي مبتردش وكأنها لسه مخرجتش من الصدمة.
الحكاية بدأت لما قررت أدخل المطبخ واعمل لحمة بنفسي لاول مرة، وقتها قعدت ساعتين بسوي فيها ولحمها غريب جدًا من جوا،
لسه أحمر مش راضي يتغير…
ده غير أن لونها فاتح زيادة عن اللزوم غير شكلها في الصورة، تحسوا أنها لحمة بيضا وانسجتها مختلفة عن أي لحمة شوفتها في حياتي.
سألت امي وانا مستعجلة هي ازاي تجيب لحمة زي دي وقولتلها بصوت عالي وانا واقفة في المطبخ وهي في الصالة “أااامي.. اللحمة دي مبتستويش ليه، هي جملي؟”.
ردت بنفس الصوت علشان اسمعها كويس وقالتلي “انتي طلعتي أنهي كيس؟ الابيض ولا الاسود”.
بصيت على باسكت الزبالة وانا بفتكر كان لون الكيس إيه وقولتلها “الكيس الاسود”.
ضحكت وقالتلي “متوقع طبعًا تكون لحمة أي كلام، مهو خالك الـ باعتها”.
خالي؟؟
من امته خالي بيضحي ويبعت كمان للقرايب!
خرجت وضحكت البلاهة مرسومة على وشي وسألتها “خالي مين بالظبط ؟؟”.
ردت وقالتلي “وانتي عندك كام خال.. خالك علاء يختي”.
ابتديت اضحك من الصدمة وقولتلها “ده بجد؟؟ يا شيخة ده بيجي ياكل عندنا علشان يوفر في بيته.. هيضحي إزاي يعني”.
ماما كانت بتضحك هي كمان لأنها اكتر واحدة مُدركة مدى بخل خالي وعيبه الـ طول عمره بننصحه يغيره وهو المليم بالنسباله يعتبر مسألة حياة أو مـoت.
بدأت احاول اتقبل اللحمة واحطلها ملح زيادة، لدرجة اني غيرت الأكلة كلها وبدل ما كنت بحاول اعملها استيك، رميتها في شوربة وقولت اسلقها يمكن تستوي.
وخرجت لأمي بقولها “بس علاء شكله خد بالنصيحة جامد أوي، اينعم اللحمة متتاكلش ولا بتستوي، لكن اسمه وزع لحمة بردو وفك جيبه حبتين”.
امي كانت متعاطفة معاه بفطرة أنه اخوها وقالتلي “مهو بردو معذور يابنتي.. بقا عنده أربعين سنة ومتجوزش ولا فتح بيت، وأقل عروسة دلوقتي هتتشرط عليه علشان عمره كبير.. مش كنتي اقنعتي رنا صحبتك الغلبانة دي واتجوزته وخلاص.. مانتي عارفة أنه مجنون بيها”.
خالي ساكن على أول شارعنا،
كل ما كانت رنا بتجيلي كان بيمشي وراها ويحاول يفتح معاها اي كلام.
وبالفعل اتقدم لها.
لكني مقبلتش على صحبتي شخصية بخيلة كده،
واعتبرت أنها اختي ونصحتها ترفض بدل ما تعيش في جوع،
خصوصاً أنها بنت ناس واتعودت تعيش حياة مرفهة إلى حد ما..
محبتش اخسرها أو ادبسها في علاقة أنا لو مكانها كنت هرفضها.
قولت لأمي “حـrام عليكي يا أمي.. بقا رنا الدلوعة الطيبة تاخد علاء ملاليم.. طب بالله انا شاكة أنه سارق اللحمة دي ما بتاعته”.
قعدنا نضحك شوية،
لحد ما لقيت رقم غريب بيتصل عليا…!
_السلام عليكم، مين؟؟
*أنا طنط عائشة يا شهيرة أم رنا، هي رنا مش عندك يابنتي؟؟
_لا والله يا طنط، هي قالتلك جيالي طيب؟ يمكن في الطريق.
*رنا قالتلي هصلي العيد واطلع على شهيرة اقعد معاها شوية، ومن وقتها تليفونها مقفول ووصلت لرقمك بالعافية.. بالله عليكي بنتي مجتش عندك ولا ده مقلب من بتوعكوا أنا قلبي مقبوض عليها.
_والله يا طنط ما عندي، أنا مستحيل اهزر في حاجة زي دي.. بس هتصل بكل أصحابنا واشوفها يمكن راحت لحد فيهم بدالي متقلقيش، بإذن الله خير.
قفلت مع طنط عائشة وانا جسمي بيتنفض،
ماما لاحظت خوفي وسألتني “في إيه ؟؟”
بدأت احكي لها الـ حصل وأنا بتصل على صحابي بخوف وأيدي بتترعش من كتر التوتر.
رنا راحت فين؟؟
ليه قالت رايحة لشهيرة ومجتش!
تليفونها مقفول ليه؟؟
لو الموقف ده حصل مع اي بنت تانية،
كنت هقول يمكن بتعمل مشوار من ورا أمها..
لكن رنا ملهاش في التصرفات دي نهائي.
اتصلت على كل صحابي كلهم مشافوهاش ومستغربين سؤالي عنها في وقت زي ده.
الباب خبط…
جريت بلهفة افتكرتها رنا،
لكنه كان خالي علاء.
رجعت مكاني اكمل مكالماتي واحاول اتصل تاني على رنا يمكن تليفونها اتفتح.
خالي كان جاي معاه شنط سودا شكله لسه بيكمل توزيع،
نادالي من اوضتي وهو بيقولي بسعادة “بت يا شهيرة.. إيه رأيك في اللحمة كلتي ولا لسه”.
خرجت من اوضتي بحاول اخفي خوفي وتوتري وقولتله “اه يا خالو جميلة.. بتستوي على النار جوا وهفطر بيها”.
وابتديت اتمشى رايح جاي في الشقة وعيني مبتنزلش عن الفون.
قعدوا يتكلموا شوية هو وماما عن الجيران والعيلة وشوية كلام مش مركزة معاهم إطلاقًا.
لحد ما قام خالي وقالي “شهيرة انا نازل.. عايزة حاجة”.
خرجت وراه قولتله “تسلم يا خال.. على مهلك.. كل سنة وانت طيب”.
وخلال ما هو خارج من الباب وبقفل وراه،
سمعت صوت حاجة رنت على الأرض!!
خالي فجأة رمى الشنط كلها على الأرض ولقيته بيدور في الأرض وبيقولي “طب اقفلي اقفلي أنتي خشي ده مفتاحي وقع”.
تعمدت أدور معاه وأشوف الـ قلقه كده،
واتفجعت لما عيني وقعت على خاتم رنا واقع على الأرض!!
مسكت الخاتم وأيدي بتترعش وسألته “ده.. ده خاتم صحبتي!؟ انتـ شوفتها؟؟”.
بدأ يتهته في الكلام ويقولي “رنا.. رنا مين.. ده، ده خاتم زبونة عندي بصلحو.. “.
مسكت فيه وبشكل هيستيري لقيت نفسه بصرخ وبلم علينا الجيران،
وماما مش فاهمة الـ بيحصل وبتحاول تبعدني عنه.
كل الـ كنت بقوله “صحبتي يا مجرم.. عملت فيها إيه”.
ولما الناس اتلموا علينا واتاكد أنه مش هيعرف يهرب من عملته قالي “صحبتك كلتيها، بالهنا والشفا عليكي”.
بقلم/شهيرة عبد الحميد.
فاطمة لما بعتتلي اللحمة بتشتكي أنها مبتستويش
