وبدأوا يضايقونها ويؤذونها، إلّا أنّ مزارعاً بسيطاً قابلها وساعدها، وقد أُعجِب بها بشدّة، فتزوجا وعاشا
حياةً سعيدةً معاً في كوخٍ موجودٍ وسط الغابة. وبعد مرور الأيّام، خرج الملك في رحلةٍ لصيد الحيوانات
داخل الغابة، ووجد غزالةً فأخذ يلاحقها، ولم ينتبه أنّه قد ابتعد عن حرّاسه، وتاه في الغابة، استمرّ
الملك في السّير داخل الغابة إلى أن وصل إلى كوخٍٍ صغير، فطرق بابه، فتح صاحب البيت الباب، فأخبره
الملك قصّته حتّى يطمئنّ قلبَه ويُدخلَه إلى الكوخ، وأثناء الحديث سمعت الزوجة صوت الملك، فعرفت أنّه
صوت أبيها الذي طردها من القصر! طلب الرّجل من زوجته أن تُعدّ الطّعام للضيف، فبدأت الفتاة بتحضير
الطعام، وعندما أصبح جاهزاً كان يبدو شهياً جداً، فبدأ الملك بتناول الطعام بسرعة لأنّه كان جائعاً
جداً، ولكن عندما تناول اللقمة الأولى ظهرت علامات الاشمئزاز على وجهه وقال:
ما هذا الطعام إنّه لا يؤكل، هل تأكلون طعامكم دون ملح؟
في هذه اللحظة تذكر الملك ابنته الصّغرى، وفهم مقصدها، فشعر بالسوء من نفسه وبدأ بالبكاء.