كان الإمام الشافعي ، وهو صغير ، يعد نفسه إلى السفر ، ليذهب متجهًا إلى مدينة الحبيب المصطفى ،
صلى الله عليه وسلم ، المدينة المنورة ، وبينما هو يجهز نفسه ، إذ بأمه قد دخلت عليه ،
وقالت له : محمد ، انهض يا بني ، فإني قد أحضرت ستين ديناراً ، كي تأخذهم معك في رحلتك ، وكي
تتمكن من الالتحاق بالقافلة المسافرة ، كي تتمكن من الارتحال إلى مدينة رسول الله .
وكان الغرض من وراء ارتحاله إلى المدينة المنورة ، أن يتلقى العلم ، والمعرفة على أيدي أفاضل
العلماء ، والمشايخ الأجلاء ، والفقهاء الكرام ، ويتزود منهم بما أكرمهم الله من علم واسع ، ينفعه في
أمور دينه ، وأمور دنياه ، تناول الطفل الصغير صرة الدنانير من أمه ، ووضعها في جيبه ، وشكر أمه ،
وقبل يديها .
وهنا احتضنت الأم طفلها ، وأوصته كثيرًا بالصدق ،
قائلة له : ” عليك بالصدق يا بني ” ، وهمَّ الصغير ليلتحق بالقافلة ، وهنا احتضن أمه مرة أخرى ،
وقال لها : ” أوصني يا أماه ” ، فردت الأم قائلة : ” يا بني الحبيب ، عليك بالصدق ، وإياك والكذب ،