ليــلة قال عنها النبـي ﷺ أنها أفضل من ليلة القدر … ما هي ؟

ولو تدثَّروا بالصمتِ لكان خيراً لهم وأنفع لغيرهم.وكذلك من المفارقات العجيبة هي أنَّ الكثير من المسلمين يدخُل أحدهم في شهر رمضان، يعٌدٌّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍ ينتظر ليلة القدر، فما يَلبثُ أن ينقضي الشهر وترحلُ لياليه، وهذا المسكين مازال مُنتظر لليلةِ قدره، وهو لا يدري أنَّه يملك الكثير من ليالي القدر بين يديه في كلِّ يوم، بل في كلِّ ساعة، لا يدري أنَّه حين ينصُر مظلوماً، أو يجبر مكسوراً، أو يحمي ضعيفاً، يكون خيراً له من ليلةٍ يُكثر فيها من التهليل والتحميد والتكبير منفرداً، كما لا يدري هذا المسكين أنَّ رِباطَ ساعةٍ في سبيل الله على تُخوم المقاومة ضد المُحتل هو موقفٌ خيرُ له من ليلة القدر، وأنَّ من يَخلُفُ غازياً أو أسيراً في أهله بخير يكون خيراً له من صلاة ركعتين في جوف الليل بمحاذاة الحجر الأسود، وأنَّ السَّعي على الأرملة والمسكين واليتيم والمعدوم، خيرٌ له من صيام النهار،وقيام الليل، كما لا يدري هذا المشغول بتحري ليلة القدر، هل هي ليلة الثالث والعشرين؟ أم السَّابع والعشرين؟ أنَّ نُصرة الحق بالمال موقف، والإعانة على نوائبِ الدهر موقف، وتغبير القدم في سبيل الله تفقداً لبيوت المغيبين من أسرى المسلمين موقف، وكل موقف مثل هذه المواقف يدخل تحت بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود”.

وأخيراً أعلم وفَّقني الله وإيَّاك لإدراك ليلة القدر، أنَّ الله قريبٌ مجيب، يُجيب دعوة المضطر في رمضان وفي غير رمضان، ويتنزَّل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر وكل ليلة، فاحرص على أن تكون كلٌّ ليلة في مسيرك إلى الله هي ليلة قدرك، وفي كلِّ الأحوال كن على يقينٍ تام أنَّه “إذا رقَّ قلبُك، وأقشعرَّ بدنُك، وجرى دمعُك، فهذه ساعة قدرِك، فأدعُ.. فأنت مستجاب الدعوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top