ليــلة قال عنها النبـي ﷺ أنها أفضل من ليلة القدر … ما هي ؟

بدايةً إنَّ المُتأمل في هذين الحديثين الشريفين يٌدرك بكل يسرٍ وسهولة طبيعة هذا الدين، وكيف أنَّه دينُ عملٍ ورباط ودعوةٍ وجهاد، كما هو دينُ تربيةٍ وأخلاق وروحانيةٍ وخشوع سَواءً بِسواء، ولهذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يٌعلِمَ أمته درساً واضحاً، في الفرق بين الغاية والوسيلة، وبين العبادات الفردية على ما لها من فضل ومكانة والعمل الجماعي من ناحيةأخرى، فالعبادة في ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، ولكن هذه العبادة وسيلة وليست غاية، إنَّما الغاية منها هو رضا الله ودخول الجنَّة

.وبِناءً على هذا فهل يقفُ الرجل موقفاً في سبيل الله يُقرُّ حقاً، أو يرفض ظٌلماً، أو يأمر بمعروفٍ، أو ينهى عن منكرٍ، إلا وهو يبتغي به رضوان الله والجنَّة؟!، فلا عجب من أن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفه هذا خيرٌ من إدراكه ليلة القدر، وكذلك المسلم الذي يحرُس في أرض خوفٍ مُضحِّياً بنفسه في سبيل الله، حتى لا يصيب جماعة المسلمين مكروه، وقد باع نفسه في سبيل الله وأراد مرضاته من أقصر الطُّرق، فلا عجب كذلك من أن يصفَرسول الله صلى الله عليه وسلم حراسته تلك بأنَّه يبيت في ليلته هذه وهو عند الله خيرٌ ممن أدرك ليلة القدر.

لذلك يجبٌ أن تُدرك يا أخي بأنَّ الغاية من الصيام والقيام، وقراءة القرآن والجهاد في سبيل الله، وقيام ليلة القدر وكل عملٍ صالح تقوم به، هي رضا الله وبلوغ جـnَّته، وليست ليلة القدر مع تقديرنا لها وطمعنا في إدراكها هي نهاية المطاف في ثواب الله للمؤمنين، فرُبَّ سجدةٍ واحدةٍ تكون سبباً في إدخال المرء الجنَّة، ورُبَّ عبادة اعوامٍ كثيرةٍ تكون فتنةً في الدِّين وباباً إلى جهنَّم وبئس المصير، ألم تقرأ حديث أبي هريرة مرفوعاً ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top