تفسير واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك “

حدثني أبو السائب ، قال : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت ليثا يذكر ، عن مجاهد ، في قوله : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) قال : اللعب واللهو .

وقال آخرون : عنى به ( واستفزز من استطعت منهم ) بدعائك إياه إلى طاعتك ومعصية الله .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) قال : صوته كل داع دعا إلى معصية الله .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) قال : بدعائك .

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : إن الله تبارك وتعالى قال لإبليس : واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك ، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت ، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته ، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله ، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه له ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) .

وقوله ( وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ) يقول : وأجمع عليهم من ركبان جندك ومشاتهم من يجلب عليها بالدعاء إلى طاعتك ، والصرف عن طاعتي ، يقال منه : أجلب فلان على فلان إجلابا : إذا صاح عليه . والجلبة : الصوت ، وربما قيل : ما هذا الجلب ، كما يقال : الغلب ، والشفقة والشفق .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top