أخبرنا أن الشيطان يبيت على خيشومه[3]، ولذلك أمرنا إذا استيقظنا حينما نتوضأ أن يستنثر الإنسان؛ لأن الشيطان يبيت على خيشومه، جاء الشيطان يسرق من تمر الصدقة كما في قصة أبي هريرة حينما جاء ثلاث ليال حتى علّمه آية الكرسي[4].
كذلك في قوله ﷺ: إذا استيقظ من نومه أن يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده[5]، بعضهم قال: إن هذا من قبيل التعبد، والتعبد يعني أن العلة غير مدركة لنا، لا نعرف العلة الحقيقية، -فالله أعلم-، لا يدري أين باتت يده.
وبعضهم قال: لعل ذلك له تعلق بالشيطان، الشيطان يكون له نوع ملابسة به، فلذلك أمر أن يغسل يده قبل أن يدخلها في الإناء ثلاثًا.
وبعض أهل العلم قال: لعل يده تقع على موضع نجاسة في البدن كما قال الشافعي -رحمه الله-: “كان الناس في أرض الحجاز بلاد حارة وكانوا يستجمرون بالأحجار، فلربما احتك أحدهم فعلق ذلك بيده فأمر أن يغسلها”[6]، فالشاهد أنه هناك احتمال أن يكون ذلك له