وقوله: “حتى أصبح”، يعني دخل في الصباح، والدخول في الصباح يكون بعد طلوع الفجر وصلاة الفجر يقال لها: صلاة الصبح، فذلك صبح قبل أن تطلع الشمس، فليس طلوع الصبح بمتقيد بطلوع الشمس، ومن هنا فهم بعض أهل العلم أنه حتى أصبح يعني دخل في الصباح، إذن ترك قيام الليل، لكنه صلى الفجر، قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه.
وبعض أهل العلم كما سبق فهموا منه أنه قد فوت صلاة الفجر، فاتته صلاة الفجر حتى أصبح لكن لو كان كذلك لقال مثلاً: حتى طلعت الشمس، ولم يقل: “حتى أصبح”؛ لأن الذي صلى الفجر في وقتها صلاها حينما أصبح لا يؤذن حتى يقال: “أصبحت أصبحت”[2]، في قصة آذان ابن أم مكتوم وبلال -رضي الله عنهما- فابن أم مكتوم لا يؤذن إن قال: إن بلالاً يؤذن بليل، فالآذان الذي يكون على الوقت على طلوع الفجر كان آذان ابن أم مكتوم، وكان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت، أصبحت! فهذا نام حتى أصبح.