وَتَفْسِير حَقِيقَته أن النَّبَات ينْبت على البعر فِي الْموضع الْخَبيث فَيكون ظَاهره حسنا وباطنه قبيحا، فالدمن جمع دمنة وَهِي البعر شبهت الْفَاسِدَة نسبا وأصلا بالنبات فِي البعر بِجَامِع مَا فِي كل من النضارة فِي الظَّاهِر والقبح وَالْفساد فِي الاصل ثمَّ رشح لذَلِك التَّشْبِيه بِذكر الدمن فَهِيَ اسْتِعَارَة بِالْكِنَايَةِ يتبعهَا اسْتِعَارَة ترشيحية» (الإفصاح عن أحاديث النكاح، لابن حجر الهيثمي-رحمه الله-،ص68).
وأخيرا يحسن أن أذكر لك مثالا يتضح به المقال، وهو قول القائل:
«إذا أردت أن تبحث عن النساء فلا تبحث عن النساء، ولكن ابحث عن الرجال ففي بيوت الرجال يوجد النساء».
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
—————————————————————————————–
الهامش:
(1): مثل يضرب في عيب الجبان، قال أبو هلال العسكري-رحمه الله- في جمهرة الأمثال:
« قَوْلهم كل أزب نفورٌ يضْرب مثلا للرجل ينفر من كل شىء
والأزب من الْإِبِل الْكثير شعر الْوَجْه حَتَّى يشرف على عَيْنَيْهِ فَكلما رَآهُ نفر فَهُوَ دَائِم النفار، والمثل لزهير بن جذيمة العبسى وَكَانَ خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب يَطْلُبهُ بذحلٍ
-الثأر- فَأقبل يَوْمًا وزهيرٌ يهنأ إبِله وَمَعَهُ أَسد بن جذيمة وَكَانَ أشعر فَأخْبر زهيراً بمجيئه فَقَالَ زُهَيْر كل أزب نفورٌ يعْنى أَنه لَيْسَ على مِنْهُ ضَرَر وَإِنَّمَا نفورك مِنْهُ كنفور الأزب من شعر عَيْنَيْهِ وَوَجهه وَقَالَ الشَّاعِر
(كَمَا حاد الأزب عَن الظعان … ).
والظعان حَبل يشد بِهِ الهودج ».
(2): كَلِفَ الأمرَ: احتمله عَلى مشقَّة وعُسْر.
الملفات المرفقة