من أراد أن يتزوج امرأة فلينظر إلى أبيها وأخيها فإنها تأتيه بأحدهما »

قالَ: بِصَلاحِ أبِيهِما. قالَ: فَأبِي وجَدِّي خَيْرٌ مِنهُ، فَقالَ الخارِجِيُّ أنْبَأنا اللَّهُ تَعالى: أنَّكم قَوْمٌ خَصِمُونَ».
وذَكَرَ مِن صَلاحِ هَذا الرَّجُلِ أنَّ النّاسَ كانُوا يَضَعُونَ عِنْدَهُ الوَدائِعَ فَيَرُدُّها إلَيْهِمْ كَما وضَعُوها».

قال ابن كثير-رحمه الله- معلقا على نحو هذه الآثار في تفسيره(90/3):
«وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ، وَوَرَدَ بِهِ الْحَدِيثُ الْمُتَقَدِّمُ وَإِنْ صَحَّ، لَا يُنَافِي قَوْلَ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَانَ مَالًا لِأَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ لَوْحًا مِنْ ذَهَبٍ، وَفِيهِ مَالٌ جَزِيلٌ، أَكْثَرُ مَا زَادُوا أَنَّهُ كَانَ مُودَعًا فِيهِ عِلْمٌ، وَهُوَ حِكَمٌ وَمَوَاعِظُ، وَاللَّهُ أَعْلَم».

ويحسن التنبيه أن من ثمرات حسن الاختيار في هذا الباب، أن المرأة مع زوجها ليست على وتيرة واحدة ولا على طبع فريد، فإن الرجل يستمتع بها وهي على عوج كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم:(إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج …)، فإذا اعوجت وكنت قد اخترت أباها وأخاها من أهل الصلاح، كانا عونا لك على تقويم اعوجاجها، وفصل ملحها من أجاجها.

وعلى العكس من ذلك، فإن بؤرة الفساد ومركز الرذيلة ومكمن الشر يؤثر في الذرية مهما تباعد المكان، وتطاولت الأزمان، إلا أن يشاء الله، كما جاء في الأثر «واذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد»، فتقع الذرية في الشر والفساد -إلا من رحم الله-، لأنها عاشت في أحضانه، وتلطخت بأدرانه، وتربت في محيط عفن، وترعرعت في واقع نتن، فألفته النفوس، واعتادته الطبائع، حتى صار يسري في العروق، ويجري مع الدماء.
وفي المثل: «إيَّاكم وخضراءَ الدِّمَنِ»
«والدِّمَن جمع دِمْنة وهي المزبلة‏، وخضراء الدِّمَنِ: هي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنمُ من أبوالِها وأبعارِها، لأنه ربَّما نَبَتَ فيها النباتُ الحسنُ فيكون منظرُه حسنًا أنيقًا ومنبتُه فاسدًا.
يُضرب: للشيء الحسن الذي نبت في مكانٍ خبيثٍ أو الذي له أصولٌ غيرُ طيِّبةٍ».
(مجمع الأمثال للميداني (34/1)).
«وَمَعْنَاهُ أنه كره نِكَاح الْفَاسِدَة لَان أولادها ينزعون لما فِيهَا من عرق السوء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top